مساء الجمعة الماضي كان المشاهدون على موعد للاستمتاع بمشاهدة ختام برنامج المواهب العربية واختيار الفائز الأول من جميع المرشحين الذين استحقوا الوصول للمرحلة النهائية في البرنامج العالمي Arabs got talent على شاشة mbc4. وبغض النظر عن النتائج وأياً كانت الهفوات والسقطات من قبل مسئولي البرنامج وتحديداً عمرو أديب من لجنة التحكيم، فإن البرنامج حقق نجاحاً (حتى وإن كان مستنسخاً من برنامج غربي وهو يسجل كنجاح إعلامي لمجموعة mbc) بل وسد فراغاً كبيراً في الآونة الأخيرة في ظل الضعف العام لصناعة البرامج العربية، خصوصاً وأن البرنامج انطلق في خضم اشتعال الثورات العربية في أكثر من بلد وانشغال الكثير بمتابعة أحداث السياسة والشارع العربي.. ورغم ذلك فقد سجل البرنامج متابعة وسباقاً تسويقياً وإعلانياً كبيراً. نجاح الموسم الأول ل Arabs got talent يكمن في إتاحته الفرصة للمواهب العربية واكتشاف نجومية الشباب تحديداً وإتاحة الفرصة لهم بالتعبير عن أفكارهم ومواهبهم على خشبة المسرح وأمام الملايين من المشاهدين، وهو ما يحتاجه الكثير من الشباب في احتواء مواهبهم والتفجير عن طاقتهم واثبات أن الشعوب العربية لديها المواهب التي تحتاج إلى دعم وصقل وتشجيع وظهور، وإن كنا نتمنى مشاهدة مواهب من المخترعين العرب ليقدموا أعمالهم جنباً إلى جنب مع المواهب الفنية والشعرية والرياضية والحركية في هذا البرنامج بالتحديد. برنامج المواهب العربية جاء كسراً لنمطية البرامج الغربية المستنسخة والتي كانت في غالبها تنحصر في الغناء والرقص والبحث عن زوج وعشيق ومشاهدة هيفاء وهبي في "الوادي"، وهي البرامج التي احترقت سريعاً ولم تعد تحظى بتلك الجاذبية والوهج الذي كانت عليه في فترات ماضية ولطالما كانت في طي النسيان، ونحن في انتظار ما ستقدمه لنا الفضائيات العربية وعلى رأسها المجموعة الأم mbc من إعلام مفيد وتشجيعي حتى وإن كان بقالب فني ترفيهي.