أدخلت التغطية التّلفزيونية التي شاهدُتها هذا الاسبوع الروع في نفسي بسبب سوء المعاملة التي تعرضت لها السيدة الليبية إيمان العبيدي التي ذهبت إلى الفندق الذي يقيم فيه مراسلو وسائل الاعلام الغربية في طرابلس تحت مراقبة نظام العقيد القذافي . لقد أرادت إبلاغ الصّحفيّين عن إساءة الجنود اليها عند نقطة التفتيش. وبينما كانت تحاول إبلاغ الصحفيين بذلك قام حراس تابعون لحكومة القذافي بتهديدها والاعتداء عليها ثم جرها عنوة داخل السيارة، وعندما حاول الصحفيون التدخل تعرضوا للضرب على يد مجرمي النّظام . وبغض النظر عن حقيقة الاتّهامات التي وجهتها السيدة العبيدي ، فإن هذا التصرف يظهر الوجه القبيح لنظام العقيد القذافي . في بيانها الصادر في 12 مارس وجهت جامعة الدّول العربيّة نداء للمجتمع الدّوليّ طالبت فيه بفرض منطقة حظر جوّيّ بهدف حماية المدنيّين في أنحاء ليبيا . استجاب مجلس الأمن لنداء الجامعة بالموافقة على القرار رقم 1973 الذي اقترحه كل من لبنان ، المملكة المتّحدة ، الولايات المتّحدة الأمريكيّة وفرنسا، وبعد يومين اجتمع زعماء من الاسرة الدّولية في باريس لتحديد سبل تنفيذ القرار الاممي. إن الاجراء الذي اتخذته قوّات التّحالف ، بما فيها بريطانيا، فرنسا، قطر، إيطاليا، الولايات المتّحدة والإمارات العربيّة المتّحدة كان ضروريا لحماية المدنيّين المهدّدين من قبل قوّات العقيد القذافي . ينبغي ألا ننسى أبدًا ما تعهد به العقيد القذافي في احدى مقابلاته التّلفزيونيّة من انه لن يرحم الّذين تجرؤا على معارضته. عقد الحلفاء والشّركاء الدّوليّون مؤتمرا في لندن حول ليبيا يوم الثلاثاء 29 مارس 2011 حضره ما يزيد على 40 وزير خارجيّة وعدد من رؤساء المنظّمات الدّوليّة بالاضافة الى الامين العام لمنظّمة المؤتمر الإسلاميّ والامين العام للأمم المتحدة ووفد رفيع المستوى من جامعة الدّول العربيّة . كان مؤتمر لندن مساهمةً مهمة حيث أظهر مرّة أخرى قوّة التزام المجتمع الدّوليّ بتنفيذ قراريْ مجلس الأمن 1970 و1973 وضمان حماية المدنيّين الليبيّين من العنف ، كما أكّد المشاركون في المؤتمر على التزامهم بسيادة ليبيا واستقلالها وسلامة ووحدة اراضيها، كما اكدوا على ضرورة توفير المساعدات الانسانية العاجلة إلى ليبيا ، لاسيما الى المدنيين الذين نزحوا بسبب القتال الدائر والبالغ عددهم 000ر80 شخص. إن الإمدادات الأساسيّة مثل الطّعام والماء والإمدادات الطّبّيّة لا تصل إلى المدنيّين الّذين فروا من القتال الدائر في ليبيا او الى العالقين على الحدود من جراء المعارك . وأخيرًا اتفق المؤتمرون في لندن على إنشاء مجموعة الاتصال الخاصة بليبيا والتي ستجتمع لتوفير القيادة والاتجاه السياسي للجهود الدولية بالتنسيق مع الاممالمتحدة والاتحاد الافريقي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والاتحاد الاوروبي لدعم ومساندة ليبيا. سوف تشكل مجموعة الاتصال منتدى لتنسيق الاستجابة الدولية بشأن ليبيا وتكون نقطة محورية للمجتمع الدولي من اجل الاتصال بالاطراف الليبية، وقد وافقت قطر على عقد الاجتماع الاول لمجموعة الاتصال في اقرب وقت ممكن.. لقد قرأتُ باهتمام افتتاحيّات هذه الصحيفة طوال الأسبوع الماضي. لا أحد في بريطانيا يريد اتخاذ إجراء عسكريّ في ليبيا ولكننا قمنا بذلك لاننا اتّفقنا مع جامعة الدّول العربيّة على انه من غير الممكن ان نقف متفرجين على الهجمات التي يتعرض لها المدنيون . لن يُسمح لنظام القذافي بأن يشنّ حرباً على شعبه . احتلال ليبيا غير وارد إطلاقا، وليس لدينا أيّ أجندة اخرى سوى تنفيذ القرار الأممي 1973 الذي يجسد إرادة المجتمع الدّوليّ في توفير الحماية الدّوليّة التي يستحقها ويحتاجها الشعب الليبي. * السفير البريطاني لدى المملكة العربية السعودية