الذي يحب الكرة السعودية ويسعده تطورها ويهمه مصلحتها لابد ان يطلب من مسؤولي اتحاد الكرة الاعتراف بأنه رسب في اول اختبار خلال الايام القليلة الماضية كانت فحوى اسئلته قضية طرفاها التعاون ونجران ولم يكتف بالرسوب فقط وانما كشف عن تخبطات في اللجان وارتباك وعدم قدرة على استخراج قرارات مقنعة على الرغم من ان الامور لاتحتاج الى تأليف فأمام الجميع قوانين ولوائح وانظمة، واذا كان اتحاد الكرة عاجزا عن علاج قضية فل ابأس من البعد عن الحرج وارسال اوراق القضية كاملة الى الاتحاد الدولي ليقول كلمته النهائية التي بعدها سيصمت المتضرر لأن القرار ليس محلياً حتى وإن كان صحيحا 100 بالمائة امام وسط رياضي غريب لايقبل انصاف الحلول وكل طرف فيه يريد القرار لصالحه ولايهمه حتى لو ظلم خصمه. * اعتقد ان المسألة كانت تحتاج الى حكمة وتروي وليس من الضرورة الاسراع باتخاذ قرار في قضية شائكة وحساسة كقضية التعاون ونجران دون التمحيص في اللوائح والتأكد من سلامة القرار بموجب القانون، لكن الذي حدث هو العكس قرار لمصلحة طرف صنع الفرح في هذا المعسكر والحزن لدى الاخر الذي ثارت ثائرة انصاره الرسميين وغير الرسميين وبلغت حدا مؤسفا تناقلتها وسائل الاعلام المقروء والمرئي والمنتديات وكان من الطبيعي ان تثير حفيظة الجهة الرسمية المعنية بقطاع الشباب والرياضة لتصدر بيانا تؤكد فيه رفضها لردة الفعل بهذا الشكل المتعصب. * الفرح في معسكر نجران لم يدم طويلا وتحول الى حزن ليتبادل المعسكران المشاعر في ظرف ايام قليلة جدا، فالاحتجاج الذي قُبل والنقاط الثلاث التي دخلت رصيد نجران وسحبت من رصيد التعاون بعد استئنافه وفرح النجرانيين بها لم يدم طويلا لتأتي ردة الفعل وتبعات القرار الجديد محرجة جدا للاتحاد السعودي، فالامر ليس نقل مباراة او عقوية ايقاف، هنا الوضع مختلف والثمن كبير، وهناك ثلاث نقاط ربما تساهم في بقاء طرف وهبوط الاخر، والمطالبة بأن يكون القرار مدروسا بعناية وليس بطريقة اجتهادية تثير الشكوك وتبعث الاحتقان وترفع وتيرة الجدل. * نقولها بكل شفافية أن مسؤولي اتحاد الكرة افتقدوا للاستشارة الصحيحة اذ ليس بالضرورة ان تمنح اللجان الثقة وتقرر بهذا الشكل فلابد من ان يتدخل المسؤول ولايخرج القرار دون استشارة تغلب فيها القوانين واللوائح والانظمة والمصلحة العامة على اي شيء آخر، لا أن تكون الامور بهذا الشكل الضعيف والمخجل وبقرار ومن ثم ينقضه قرار آخر، وبعدها على لسان الامين العام لاتحاد الكرة بأن الامر سيرفع ل"الفيفا"، إذا كان سيرفع لماذا يخرج القرار مرات عدة وبهذه الصورة وكان يفترض التفكير بتبعاته الخطيرة والانتظار حتى يأتي الرد من الاتحاد الدولي لا أن يخرج الامين ليبرر ويعد في محاولة للخروج من الورطة التي وقع بها الاتحاد وجميع اللجان المهمة؟. * ما جرى حمل في طياته دروسا يجب ان يأخذ بها مسؤولو اتحاد الكرة ان ارادوا النهوض بالرياضة السعودية والوصول بها لمرفأ النجاح ولعل فيما يحدث اشارة قوية للمسؤول باعادة النظر في وضع رؤساء الاندية وادارييها في اللجان وتعديل الخطأ الحالي بأسرع وقت طالما ان العاطفة تحكم التصرفات والقرارات فضلا عن رفض الميول لقبول اي قرار سواء عاد الى بند او مادة في لائحة او لم يعد. * لايهم ان غضب التعاون او نجران او اي ناد آخر المهم ان تكون القرارات صحيحة، والتحركات ايجابية حتى يكون هناك حماية من اللجان لنفسها من اللغط واشعال نار الاحتقان في الوسط الرياضي الذي لايحتاج الى المزيد من القضايا الشائكة، ولعل تحركات الرئيس العام الاخيرة تكون مصدر الامل والاتجاه نحو التصحيح وخلع اللجان لملابس الاخطاء.