انهى رئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف أمس زيارة الى شمالي السودان وجنوبه امتدت ليومين هي الرحلة الخارجية الاولى له في اعقاب انهيار نظام الرئيس محمد حسني مبارك. ووقع شرف في الخرطوم على ثماني اتفاقيات في مجالات الاعلام واستثمارات الامن الغذائي بالتركيز على الحبوب الزيتية، ومذكرة تفاهم بين البنكين المركزيين في البلدين وثلاثة برامج تنفيذية في مجال الاعلام والثقافة والبيئة. وترأس شرف جانب بلاده في اجتماعات اللجنة العليا للبلدين بينما تراس الجانب السوداني نائب الرئيس علي عثمان محمد طه. والتقى شرف بالرئيس عمر البشير وانتقل أمس الى مدينة جوبا حاضرة الجنوب السوداني حيث عقد هناك جلسة مباحثات مطولة مع رئيس الجنوب سلفاكير ميارديت. وكشف مسؤولون مصريون مرافقون لشرف ان اجمالي الاستثمارات المصرية فى السودان خلال العام 2010م بلغت 628 مليون دولار، تديرها حوالي (113) شركة استثمارية. وأكد شرف في ختام الزيارة أن مصر ستواصل بذل مساعيها الحثيثة بالتنسيق مع الأشقاء في السودان واتصالاتها بكافة الدوائر الإقليمية والدولية، دعما للسودان وأمنه واستقراره والدعوة لتنفيذ باقي استحقاقات اتفاق السلام الشامل وحسم القضايا العالقة، بما يعزز بدوره علاقات الشراكة والتعاون والسلام بين شمال السودان والجنوب ويدعم جهود التنمية والاستقرار في المنطقة بأسرها. وقال شرف إن شعب وادي النيل يمر بمرحلة مهمة وفاصلة في تاريخه الحديث، تواجه فيه البلدان جملة تحديات ضخمة سواء على الساحة الداخلية أو على الساحتين الإقليمية والدولية. وأضاف أن مصر ستظل دائما إلى جانب الشعب السوداني بجميع أطيافه وانتماءاته، داعمة للفعاليات والأنشطة والمشروعات التي من شأنها تحقيق الاستقرار والتنمية في كافة أرجاء السودان، وترسيخ العلاقات الطيبة والمصالح المشتركة والوشائج العميقة بين شمال السودان وجنوبه وبين الشمال والجنوب ومصر. إلى ذلك قطع وزير الخارجية السوداني علي كرتي، بعدم العودة الى التصعيد في القضايا المشتركة بين السودان ومصر. واكد انه لن تكون هناك فرصة للتصعيد بين البلدين خاصة في قضية حلايب، وان النظرة الى القضايا لا تشوبها ادنى شوائب امنية ولا اي ظنون. من جهته قال وزير الخارجية المصري نبيل العربي، إن بلاده ستعترف بجنوب السودان كدولة مستقلة. واضاف العربي أن السودان يعتزم أن يكون أول من يعترف بجنوب السودان، وأن مصر تعتزم أن تكون ثاني دولة تعترف بالجنوب.