أكد مدير عام الإدارة العامة لرعاية الأيتام د. محمد عبدالله الحربي أن وزارة الشئون الاجتماعية تعتمد على الأساليب التربوية في تعاملاتها مع الأيتام وتؤكد على أهمية تطبيقها من قبل العاملين بهذه الدور تجاه الأبناء وهناك لوائح توضح عمل العاملين في هذه الدور يتم التأكيد على العمل وفقها. وذكر د. الحربي ان ملاحظات كالتدخين والتلفظ على الأبناء تعتبر ملاحظات سلبية وغير مقبولة ومتى ما تم إثبات ذلك فانه يتم اتخاذ الإجراءات النظامية تجاه من يمارس مثل هذه المخالفات مع الأبناء مع أهمية حسن الاختيار للعاملين مع الأيتام، وان ما أشيع عن إلغاء الإعانة الشهرية التي تقدم للأسرة الكافلة غير صحيح وهي مستمرة وفقاً للأنظمة واللوائح, وهي تصرف للأسرة الكافلة وليس للمكفول لمساعدتها على رعاية اليتيم وفقاً للائحة الأساسية والتنفيذية الخاصة بالأطفال المحتاجين للرعاية، وانه لا يوجد من الأيتام في الدور الإيوائية لرعاية الأيتام التي تشرف عليها الوزارة من يعالج من الإدمان أما ما يخص المشاكل النفسية فانه يوجد في الفروع الإيوائية متخصصين في مجال علم النفس لمتابعة ورصد أي مشاكل نفسية تطرأ على الأيتام ويتم التعامل معها من قبل هؤلاء المتخصصين وكذلك العيادات الاستشارية المتخصصة. وأشار إلى ان الإدارة المختصة بالوزارة تقوم بمتابعة عمل الفروع الإيوائية للأيتام باستمرار والوقوف على سير العمل والتعرف على الجوانب المهمة للأبناء داخل هذه الدور كما انه يتم تقييم العمل بشكل مستمر للوصول إلى تنشئة اجتماعية سليمة للأبناء وبعيدة عن الانحرافات السلوكية والمشاكل الاجتماعية ومتى ما اتضح للوزارة أن هناك مشكلة معينة تحتاج الدراسة والعلاج فان الوزارة تقوم بذلك وتستعين بالمتخصصين من الجامعات إذا استدعى الأمر. وبين مدير عام الإدارة العامة لرعاية الأيتام ان وزارة الشؤون الاجتماعية تؤمن بأن الأصل في التربية المتوافقة مع الفطرة السليمة أن ينشأ اليتيم في كنف أسرة تحيطه بالعطف والحنان والمحبة، ومن هذا المنطلق أطلقت الوزارة برنامج الأسرة الصديقة وهو برنامج يهدف إلى تعويض الأطفال الأيتام الذين لم تسنح الفرصة لاحتضانهم بأن يسلموا للأسر الراغبة في رعايتهم رعاية جزئية وفق نظام تقوم بموجبه إحدى الأسر الطبيعية في المجتمع استضافته لديها خلال فترة محددة مثل فترة الإجازات (الأعياد أو نهاية الأسبوع أو الإجازة الصيفية) ثم يعاد بعد انتهاء الإجازة أو الفترة المحددة إلى الدار أو المؤسسة التي يقيم فيها, وهناك تجاوب ملحوظ من الأسر في جميع مناطق المملكة لهذا البرنامج, علماً أن أي برنامج لا يخلو من الايجابيات والسلبيات. وذكر د. الحربي ان الوزارة ممثلة في فروعها تستقبل طلبات الأسر الراغبة في كفالة هذه الفئة والراغبة في الأجر والثواب من الله والتي لديها القدرة والكفاءة لرعاية اليتيم وتعويضه عن فقده لوالديه، حيث يتم اختيار الأسرة الكافلة وفق معايير اجتماعية وشروط محددة تضمن توفر الحد الأدنى من المناخ الاجتماعي السليم وعناصر التنشئة الاجتماعية المرغوبة، وفضلاً عن كل هذه المعايير والشروط فإن الجو الأسري يوفر عنصر الحنان في الأسرة وشعور الطفل أنه أحد أفراد الأسرة أو أبنائها ما لا يتوفر في الدار الإيوائية، ويؤكد ذلك وجود حالات ظل فيها الطفل يعيش مع الأسرة الكافلة حتى بعد البلوغ شاعراً بالسعادة والاستقرار والطمأنينة إلى مستقبله، كما أن كثيراً من الحالات تميزت بالتفوق والنجاح.