نفى "د.محمد بن عبدالله الحربي" - مدير عام الإدارة العامة لرعاية الأيتام بوزارة الشؤون الاجتماعية -، ما أشيع حول إلغاء الإعانة الشهرية التي تقدم للأسرة الكافلة لليتيم، مؤكداً على أنّ الوزارة مستمرة في صرفها للأسرة الكافلة وليس للمكفول؛ لمساعدتها على رعاية اليتيم، مشيراً إلى أنّ الوزارة وفي إطار ما تقدمه من إعانات للأيتام؛ تقدم ستون ألف ريال لليتيم واليتيمة من ذوي الظروف الخاصة عند الزواج لكل منهما دعماً وتشجيعاً لهم. ونوه "د.الحربي" بحرص مكاتب الشؤون الاجتماعية ومكاتب الإشراف النسائي بمناطق المملكة على متابعة سير العمل في مختلف الدور الإيوائية للأيتام، وإعداد تقارير متكاملة عن وضعها الإداري والفني والرفع للإدارة المختصة بالوكالة، موضحاً أنّ الإدارة الفنية بالوكالة وعدد من الجهات الرقابية الحكومية، تقوم بجولات مستمرة على تلك الدور للاطلاع على أوضاعها الإدارية والفنية وأحوال الأبناء، والعمل على توفير كل ما تحتاجه هذه الدور من إمكانات بشرية ومادية، ترفع بتقارير عن وضع تلك الدور، ذاكراً أن الوزارة تسعى جاهدة لتحقيق الرعاية المتكاملة للأيتام. معاملة خاصة وأشار "د.الحربي" إلى أنّ ذوي الظروف الخاصة من الأبناء والبنات بتلك الدور يحتاجون لمعاملة خاصة، نظراً لما يعانونه من فقد ركيزة أساسية في الحياة وهي الأسرة، ومن هذا المنطلق فإنّ الوزارة حرصت على تفعيل برنامج الكفالة للأبناء والبنات في سن مبكرة؛ كي يحظى اليتيم برعاية أسرية كاملة تعوضه عن ما فقده، مؤكداً على أنّ مَن يبقى من الأيتام في الدور الإيوائية تحرص الوزارة كل الحرص على متابعة أحواله وحث القائمين على شؤونه بالتعامل الجيد، وإيجاد برامج وأنشطة تسهم في رسم شخصيته وتفيده في شغل وقت فراغه بالمفيد. 60 ألف ريال لكل شخص من ذوي الظروف الخاصة عند الزواج التفوق الدراسي وعبر "د.الحربي" عن فخر الوزارة بوجود العديد من الأيتام تفوقوا دراسياً في مختلف مناطق المملكة في التعليم العام وكذلك الجامعي، لافتاً إلى أنّ هناك مِن الأبناء من ينافس على المراكز الأولى في المنطقة التي يعيش فيها، وهذا ولله الحمد هو نتاج ما يقدم لهم من رعاية ومتابعة، كما أنّ هناك ما يزيد على (120) من الأبناء الأيتام قد الحقوا ببرنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- للابتعاث، ويدرسون حالياً في عدة دول خارج المملكة. معايير اجتماعية ورحب "د.الحربي" بالأسر الراغبة في كفالة الأيتام ممن يسعون إلى طلب الأجر والمثوبة ولديها القدرة والكفاءة لرعاية اليتيم وتعويضه عن فقده لوالديه، مبيناً أنّ الوزارة تختار الأسرة الكافلة وفق معايير اجتماعية وشروط محددة، تضمن توفر الحد الأدنى من المناخ الاجتماعي السليم وعناصر التنشئة الاجتماعية المرغوبة، مشيراً إلى أنّ الجو الأسري من شأنه توفير عنصر الحنان، ويشعر الطفل أنّه أحد أفراد الأسرة أو أبنائها، وهذا ما لا يتوفر في الدار الإيوائية، ولعل ما يؤكد ذلك وجود حالات ظل فيها الطفل يعيش مع الأسرة الكافلة حتى بعد بلوغه، شاعراً بالسعادة والاستقرار والطمأنينة إلى مستقبله. إلحاق 120 يتيماً في برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي التنشئة السليمة وأشار "د.الحربي" إلى أنّ وزارة الشؤون الاجتماعية على يقين أن الأصل في التربية المتوافقة مع الفطرة السليمة، هو أن ينشأ اليتيم في كنف أسرة تحيطه بالعطف والحنان والمحبة، وبهذه التنشئة تشبع احتياجات الطفل العاطفية، ويكتسب قيم المجتمع وعاداته، ويتعلم ثقافته، وذلك لا يتأتى إلا بتفعيل برامج الرعاية البديلة والتي تهدف إلى توفير الظروف المناسبة للأطفال الأيتام ومن في حكمهم، للعيش في جو اجتماعي أسري سليم داخل أسرة طبيعية، في مناخ يهيأ لهم النمو السليم المتوافق، وليؤتي ثماره في المستقبل بإذن الله، ذاكراً أنه لا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال رسم الخطط والإستراتيجيات على هذا الأساس. الأسرة الصديقة وحول برنامج الأسرة الصديقة التي تنفذه وزارة الشؤون الاجتماعية للأيتام، أوضح "د.الحربي" أنّ هذا البرنامج الذي رسمته الوزارة يهدف إلى تعويض الأطفال الأيتام الذين لم تسنح الفرصة لتحتضنهم أحد البرامج النافعة للأيتام، بتسليمهم للأسر الراغبة في رعايتهم رعاية جزئية، وفق نظام تقوم بموجبه إحدى الأسر الطبيعية في المجتمع باستضافته لديها خلال فترة محددة، مثل فترة الإجازات (الأعياد أو نهاية الأسبوع أو الإجازة الصيفية)، ثم يعاد بعد انتهاء الإجازة أو الفترة المحددة إلى الدار أو المؤسسة التي يقيم فيها، مؤكداً على نجاح هذا المشروع، خاصةً أنّ هناك تجاوباً ملحوظاً من الأسر في جميع مناطق المملكة مع محاوره، مرحباً بأي ملاحظات يمكن أن تسهم في تطويره. الفروع الإيوائية وفيما يتعلق بمتابعة دور الأيتام، أكد "د.الحربي" على أنّ الإدارة تتابع على مدار الساعة عمل الفروع الإيوائية للأيتام للوقوف على سير العمل، والتعرف على الجوانب المهمة للأبناء داخلها، كما تُقيِّم العمل بها بشكل مستمر من أجل الوصول إلى تنشئة اجتماعية سليمة للأبناء، بعيداً عن الإنحرافات السلوكية والمشاكل الاجتماعية، حيث عندما يتضح للوزارة أنّ هناك مشكلة معينة بهذه الدور وتحتاج إلى الدراسة والعلاج، فإن الوزارة تقوم بالمعالجة مستعينة بعد الله بالمتخصصين من الجامعات إذا استدعى الأمر ذلك، مضيفاً أن رعاية الأيتام من الوزارة تتم من سن الولادة وحتى سن السادسة في دور الحضانة الاجتماعية التابعة لها، تحت إشراف طاقم نسائي متخصص يحرص على تنشئة الأبناء في جو أسري أقرب ما يكون إلى الأسرة الطبيعية، مبيناً أن الوزارة حريصة جداً في هذه المرحلة العمرية على إسناد حضانة الأبناء إلى الأسر الكافلة وفق الشروط المنظمة لذلك. برامج أسهمت في رسم شخصية اليتيم وإشغال وقت فراغه دعم الزواج وفي إطار ما تقدمه الوزارة من إعانات للأيتام، أوضح "د.الحربي" أنّ الوزارة تقدم ستون ألف (60.000) ريال لليتيم واليتيمة من ذوي الظروف الخاصة عند الزواج لكل منهما، دعماً وتشجيعاً لهم، مضيفاً أن الوزارة تقوم حالياً بدراسة بعض الخطط التي من شأنها دعم هذه الفئة وتذليل الصعوبات التي تواجههم، ومساعدتهم على الاستقرار النفسي والاجتماعي بعد الزواج، وفيما يتعلق بنجاح دور الأيتام في محاربة آفة المخدرات أكد "د.الحربي" على أنه لا يوجد بين الأيتام في الدور الإيوائية لرعاية الأيتام التي تشرف عليها الوزارة من يعالج من الإدمان، ذاكراً أنّ لدى كافة الفروع متخصصون في مجال علم النفس لمتابعة ورصد أي مشاكل نفسية قد تطرأ على الأيتام، حيث يتم التعامل معها بكل دقة وجدية من قبل المتخصصين والعيادات الاستشارية المعنية. الإعانة الشهرية ونفى "د.الحربي" ما أشيع حول إلغاء الإعانة الشهرية التي تقدم للأسرة الكافلة، مؤكداً على أن هذا غير صحيح و الوزارة في هذا الإطار مستمرة وفقاً للأنظمة واللوائح، وهي تصرف للأسرة الكافلة وليس للمكفول لمساعدتها على رعاية اليتيم وفقاً للائحة الأساسية والتنفيذية الخاصة بالأطفال المحتاجين للرعاية، مبيناً أنّ الأيتام ينقلون من دور التربية الاجتماعية للبنين إلى المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام عند بلوغهم الثامنة عشرة، والتي تشرف عليها الوزارة من أجل نقل هؤلاء الأبناء إلى مرحلة الاعتماد على النفس بمتابعة وإشراف تلك المؤسسة، مشدداً على أن وزارة الشؤون الاجتماعية تؤكد دوماً أهمية سلامة الجو الاجتماعي خاصة ما يتعلق منه بالهيئة الإشرافية، قائلاً: إنّ الوزارة لا تتساهل فيما قد يبرز فيها من سلبيات وأخطاء كالتدخين والتلفظ على الأيتام، ومتى ثبت ذلك فإن الوزارة لا تتوانى في اتخاذ الإجراءات الفاعلة لعلاج مثل تلك الحالات. د.محمد الحربي