قال الرئيس الاميركي باراك اوباما امس ان موقف الولاياتالمتحدة يتمثل في ضرورة رحيل الزعيم الليبي معمر القذافي من السلطة، مضيفا ان الولاياتالمتحدة ستبقى ملتزمة بالتفويض الذي حدده قرار الاممالمتحدة رقم 1973 في تحركها العسكري في ليبيا. واوضح اوباما في مؤتمر صحافي مع الرئيس التشيلي سباستيان بينيرا ان "تحركنا العسكري يدعم تفويضا دوليا من مجلس الامن يتركز اساسا على التهديد الانساني الذي يمثله العقيد القذافي على شعبه". واضاف انه "سمح للجيش الاميركي بالعمل مع شركائنا الدوليين لاحترام هذا التفويض"، وتابع "الان اعلن ايضا ان الموقف الاميركي هو ان القذافي يجب ان يرحل"، وتوقع أوباما انتقال قيادة العمليات العسكرية في ليبيا إلى حلفاء آخرين خلال أيام. من جهته اكد وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس أمس ان اسقاط الزعيم الليبي معمر القذافي قرار عائد الى الشعب الليبي، وان كانت ليبيا ستكون برأيه "افضل" من دونه. وقال غيتس الذي يزور سانت بطرسبرغ في مقابلة مع وكالة انترفاكس الروسية للانباء "اعتقد انه من الواضح للجميع ان ليبيا ستكون افضل من دون القذافي"، واضاف "ولكن على الليبيين ان يقرروا بهذا الشأن"، وقال "اعتقد انه سيكون من الخطأ تحديد قتل القذافي هدفا للقوات المسلحة في اطار العملية العسكرية". من جهة أخرى اعلن الجنرال الاميركي كارتر هام قائد القوات الاميركية في افريقيا امس ان القوات الاميركية تركز في اهداف عسكرية بحتة في ليبيا ولا تشمل مهمتها دعم هجوم بري للثوار. واعلن الجنرال ان مهمة الجيش الاميركي واضحة وتتضمن فرض منطقة حظر جوي في ليبيا. واضاف "ليس من مهمتنا دعم قوات المعارضة اذا ارادت شن عمليات هجومية". ولفت الجنرال هام ايضا الى ان القوات الموالية للعقيد معمر القذافي المتمركزة على مقربة من مدينة بنغازي الخاضعة لسيطرة المعارضة، اظهرت "قليلا من الارادة او القدرة على استئناف الهجوم". الى ذلك قال مسؤول عسكري من التحالف الدولي في وقت سابق ان استهداف مقر الزعيم الليبي معمر القذافي في "باب العزيزية" في العاصمة الليبية طرابلس كان لأسباب عسكرية، وان القذافي نفسه لم يكن مستهدفا. وأوضح المسؤول العسكري لشبكة "سي ان ان" الأميركية ان استهداف مقر القذافي في باب العزيزية له أسباب عسكرية لأنه مركز القيادة والسيطرة على القوات الليبية خصوصاً وأن حملة التحالف هدفها تفكيك القدرات العسكرية القذافي. وشدد المسؤول، الذي رفض كشف هويته، على انه لا القذافي ولا مكان إقامته كانا الهدف المقصود. ميدانياً سمع دوي طلقات مدفعية مضادة للطيران اعقبتها انفجارات مساء امس في القطاع الذي يوجد فيه مقر العقيد معمر القذافي في مدينة طرابلس كما افاد مراسل لفرانس برس، وسمعت طلقات المدفعية المضادة للطيران بعيد الساعة العاشر من مساء أمس (بالتوقيت المحلي) اعقبتها انفجارات عدة. وبث التلفزيون الليبي الرسمي خبرا عاجلا جاء فيه ان "طرابلس تتعرض لقصف جوي صليبي غاشم". ودمرت صواريخ ليلة امس مبنى اداريا داخل باب العزيزية في جنوب العاصمة طرابلس حيث يقيم القذافي. واعلنت قوات التحالف ان البناء الذي استهدف بالقصف هو مركز "قيادة ومراقبة". من جهته اعلن ناطق باسم الثوار الليبيين ومصدر طبي في مصراته شرق طرابلس، ان 40 شخصا على الاقل قتلوا امس في المدينة واصيب مئات آخرون بنيران القوات التابعة للقذافي. وقال طبيب في المستشفى المركزي في المدينة تحدثت اليه فرانس برس هاتفيا عن طريق احد الناطقين باسم الثوار ان عدد القتلى "وصل الى 40 والجرحى اكثر من 300 ولا زلنا نستقبل المزيد". وكان ناطق باسم الثوار اكد ان "كتائب القذافي قامت تحت تهديد السلاح بجمع ما يقارب 500 شخص من خارج المدينة واقتادتهم الى وسط مصراتة حيث اجبرتهم على التظاهر تأييداً للقذافي". واضاف ان "الالاف من سكان المدينة خرجوا في تظاهرة مضادة، عندها قامت كتائب القذافي باطلاق النار عليهم من خلال قناصة انتشروا على سطوح البنايات ومن دبابة" ما ادى الى سقوط القتلى والجرحى. واكد الناطق ان قوات القذافي لم تسيطر على المدينة "الا انها تتمركز في الشارع الرئيسي فيها حيث نشرت قناصة فوق البنايات وثلاث دبابات".