أبانا الحبيب يا خادم الحرمين... جاءت طلتكم البهية الساعة الثانية من يوم الجمعة 13/4/1432ه الموافق 18/3/2011م لتفتحوا لشعبكم قلباً عظيماً عامراً بحب الله ثم حبهم.. ناطقين بكلمات كالماء الزلال قائلين للملايين المستقبلة قلوبهم الشاخصة أبصارهم أمام شاشات التلفاز. (أنتم في قلبي.. أحملكم دائماً وأستمد العزم والعون والقوة من الله ثم منكم). كلمات خرجت من قلب لتستقر في أعمال قلوب متلقيها.. تلك هي الكلمات التي ما خرجت من قلب إلا لتدخل قلبا.. تلك هي المشاعر التي يُرد عليها بقول: القلوب شواهد. لذا نرد عليكم سيدي بأن قلوبنا شواهد. ما أبلغ حديثكم يا أبانا... وما أروعه.. ذلك الحديث الذي ينبض بالحب لا مع كل كلمة.. بل مع كل حرف.. كيف لا وأنتم من قال فيه: أنتم في قلبي.. أحملكم دائماً. نزداد ولاءً بحديثكم الغارق في الود.. ونستجلب كل معاني الدنيا في التعبير عن امتناننا.. والتمسك بأبوتكم الكريمة... والإصرار على الدفاع عن وطننا من أي تدخل... ومن أي مصدر كان... واعلموا يا أبانا الحبيب - ولا يخفاكم ذلك - بأن الغوغائية المحدودة المكان لم تأت إلا من فئة طائفية هذا ديدنها في كل دولة وجدت بها.. وهكذا هي منذ وجدت.. ولسنا بالمغفلين الجاهلين لنتبع مثلها أو نقبل هواها... يا خادم الحرمين.. يا حبيب شعبك.. علاقة أذهلت العالم بين رئيس ومرؤوس.. إن شعرت أنه الود فهو الود.. وإن ظننته الولاء فهو الولاء.. في ظل ما يجري في الدول الأخرى.. أثبت الشعب أنه درع واق لأمنه.. لم يكن في حاجة لأمن يحفظه.. ولا لقوى تدافع عن وجوده واطمئنانه... كم يزداد فخرنا أن نرى جميع القلوب تتكاتف لتقول لأي إثارة للشغب.. لا.. ثم لا.. ثم لا. كم نشعر بمتانة ما نحن فيه حين نرى الشباب وصغار السن يرون أن وطنهم كعرضهم ومليكهم كأبيهم.. حتى في طرائفهم وأحاديثهم بينهم ورسائلهم لبعضهم تنم عن ولاء عجيب.. بل وحتى تعبيرهم فيما يرغبون تصور طلب ابن من أبيه.. هؤلاء الصغار من الشباب الذين ما اعتاد الطبع العمري منهم - بحكم السن - إلا عدم الرضى عن أهاليهم.. فكيف بمرؤوسيهم.. وأي محبة تلك التي تجعل ابنتي حديثة العهد بالشباب تنزوي قبل بدء حديثك في مكان قصي لنكتشف أنها تنوي تسجيل الحديث المنتظر في هاتفها. أبانا الحبيب يا خادم الحرمين.. أنرتم بيوتنا الساعة الثانية من يوم الجمعة 13/4/1432ه الموافق 18/3/2011م مؤكدين حفظكم الله بحديث جلي حلي وما تلاه من أوامر مفرحة مشبعة أنكم تقدرون ولاء شعبكم وتنظرون إليهم كأبناء أعزاء مثلما ينظرون إليكم كأب حبيب.. وأنكم تحرصون على عقول أبناء شعبكم كما تحرصون على أبدانهم.. وتضعون كرامتهم على رأس قائمة احتياجاتهم.. وأنكم تدركون متطلباتهم الشخصية قريبة المدى.. مثلما تدركون مثلها بعيد المدى.. يا لها من أوامر.. ويا لكم سيدي من ملك رحيم.. أغدقتم فأفرحتم.. ولكافة الفئات شملتم.. وما هو بالجديد.. فخيركم ممطرنا منذ توليكم حكم هذا البلد المبارك. لكل أمر من تلك الأوامر هدف عظيم لصالح شعبكم المحب.. شملتم كرامة علمائه.. وصحة مواطنيه... وعيشهم الكريم.. والبنى التحتية لكافة مرافقه الخدمية ومستلزماته المعيشية، مكان يؤويهم.. ومطعم طيب يرضيهم.. ومصرف ثم وظيفة لعاطليهم.. ومكافأة (راتب شهرين) لتحقيق اليومي من أمانيهم.. وسرعة دفع المنتظر من حقوقهم.. ثم ضخ كل ما يرفع سقف تسهيل مطالبهم وتحسين ما لا يستغنون عنه.. من ترميم بيوت الله.. وتحسين خدمات المستشفيات.. ورفع مستوى الأمن عن طريق زيادة طاقاته وحافظيه وعتاده.. وبناء منبع الفتوى واحترام كافة العلماء والمفتين.. وأعددتم عدتكم لمحاربة الفساد.. بل وشملتم كافة متطلبات الشعب مما أغفلت ذكره ولم تغفله أوامركم الكريمة.. سيدي خادم الحرمين شعبكم يهديكم قلبه.. ويعبر لكم عن سعده.. ويكثر لكم من دعاء سجوده.. ويقول لكم بملء فيه: يا من ملكتم القلوب.. اطمئنوا سيدي.. فنحن بخير.. * عميدة الدراسات العليا جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن