قلوب فتيات تنبض بأجساد ثابتة وأعين شاخصة وأرواح مجندة. صمت بلا حراك لسماع كلمات تنساب من أفواه المحاضرات بالندوة الدكتورة نجلاء العمري والأستاذة غادة السعدون، لم تكن ندوة اعتيادية ليست ثقافية أو علمية أو قانونية أو تربوية أو دينية بل كانت مزيجاً منها جميعاً في قالب عاطفي، استحضرت أرواح الفتيات قبل عقولهن نظمها قسم الثقافة الإسلامية بجامعة الملك سعود بالتعاون مع مركز باحثات لدراسات المرأة ومركز آسية الخيري. بلغ عدد الحاضرات من الطالبات ما يقارب 8000 ثمانية آلاف حاضرة ولم يتح لأعداد أكثر بسبب الزحام، كانت كلمات المُحاضرات تنساب في الأسماع بحلقات مترابطة عن قصص الغرام والحب الأزلية بين الفتيات والشباب وقوة الانجذاب الى الطرف الآخر والحاجة الى الارتواء العاطفي الفطري ثم كيف تتحول القصة من تسلية وصدفة وحب إلى محاولة لإشباع رغبات حيوانية تتحول في معظمها الى كارثة وابتزاز فيتحول الشاب الرومنسي الى وحش كاسر ينقض بعد جمع أدواته ووسائله على فريسته الضعيفة المنسابة خلفه ويحاول ابتزازها. طرحت قصص واقعية في الندوة كانت ضحيتها الفتاة فهذا يطالبها بالتخلي عن حيائها والتعري عبر كاميرا الكمبيوتر أو الجوال وممارسة أمورٌ تُرضي رغباته وتخدش الحياء، وآخر يطالب بخلوة غير شرعية كزوجة. وهذا حال معظم الشباب الذين يبتزون الفتيات ويتصيدونهن في كل مكان وخصوصاً عبر المواقع الالكترونية ويتزينون بأسماء حالمة ويمتازون بعبارات رقيقة ترق لها القلوب الضعيفة المتعطشة للعواطف، ويجعل هذه الفتاة في حلم وردي وأنها الأهم بين فتيات العالم على الإطلاق وأنها تمتلك من المواهب والقدرات الخفية التي لم يكتشفها أحدٌ في الدنيا سواه ويتدرج معها مشبعاً رغباتها النفسية والعاطفية بجميع الأساليب المبتكرة لاصطياد أكبر قدر من الصور والرسائل الغرامية والمعلومات الدقيقة عن أهلها ومنزلها وصديقاتها ثم يستخدمها كسلاح ضد الفتاة لترضخ لمتطلباته الوحشية. والعلاج لجميع المراحل الغرامية والابتزاز أن تقطع الفتاة مباشرة العلاقة بدون تقديم تبرير للشاب وتحاول استرجاع قواها ولا تستسلم لمطالبه وتبحث عن الجهة الأمنية والذين يطلبون منها تقديم شكوى مع اسمها وبعض الأدلة التي تدين بفعل الشاب ثم يتصرفون لمعالجة الأمر وهم يعملون على مدار الساعة لحماية هذا المجتمع. أخيرا نحتاج كثيراً مثل هذه الندوات بشكل مستمر وبثها عبر المواقع التعليمية لتستطيع الفتاة الوصول إليها بسهولة مع ضرورة توفير مستشارات مؤهلات لاحتواء الفتيات وتدربيهن ضد الابتزاز. كما ان الحاجة ماسة لتكاتف جميع الدوائر الحكومية والأهلية لبث ثقافة حماية الفتيات من الابتزاز وأيضاً حماية المتزوجات من الخيانة الزوجية حيث تصل شكاويهما معاً بشكل متزايد للمستشارين فيقفون عاجزين أمام الكم من الاتصالات بسبب قلة المستشارين المؤهلين. وهذه المراكز الاستشارية تتطلب المساندة والدعم المادي والمعنوي من جميع الأطراف ذات الصلة حفظنا الله وإياكم وجميع بناتنا وبنات المسلمين من كل شر.