في أزمان غابرة تجرع أبناء الوطن مرارة التشرذم ورجفات الجوع والخوف وحرقة السلب والنهب وألوان الاعتداء والانتهاك وأصناف الحروب والغزوات والغارات وعدم الثقة بالقريب ناهيك عن الجار والسعي للثأر، إلى أن قيض الله منحة منه ومنة لهذا الوطن من يلم شعثه ويجمع شمله ويؤمن خائفه ويطعم جائعه ويغزل من كل هذه الفرقة المتناحرة حبلا متينا امتشج وتواصل أوله بآخره، بنى من ذلك سداً منيعاً لا يمكن أن يخترقه بحول الله حاقد أو حاسد مهما دس الدسائس وصنع الحيل والمكائد، تلك هي عبقرية عبدالعزيز أسكنه الله فسيح جناته وكان من ثمارها أن نفذ الأحفاد وصية الأجداد أن يبقوا يداً واحدة وجبلاً لا تهزه الريح ذلك أن أولئك الأجداد استطاعوا إيصال الصورة واضحة دون أدنى غبش كما تألموا بحنظليتها وبقدر المحبة والشفقة كانت الوصية، بمقدار الطاعة والبر جاء الوفاء محبة وولاء، ما أثلج صدري وصدور الجميع في وطننا هي فرحة الأطفال بفشل الأعداء وخذلانهم ولن أنسى كلام صغيرتي عندما قالت ببراءتها بابا الحمد لله ما فيه مظاهرات، وهي الصغيرة التي لم تتجاوز ربيعها السادس فقد حللت بعقلها الصغير سناً الكبير إدراكاً ما يحدث هنا وهناك من سلب ونهب ودمار وقتل وبعد عن الطمأنينة والأمن والأمان بسبب هذه الفوضى والمظاهرات.. نعم كلنا يريد الاصلاح وتتوق نفوسنا لأن يكون وطننا في طليعة الدول تقدماً ورفاهاً ومحاسبة للمقصرين وقضاء على الفاسدين وبناء شراكة قائمة على الحوار والنقاش لكن في ظل أمن وأمان ووحدة لا نقبل المساومة عليها وقيادة لا نرتضي لها بديلاً.. ويمكن أن يتحقق ذلك لو ابتدأ كل منا بنفسه فكلم راع وكل مسؤول عن رعيته، حفظ الله مملكتنا من كل سوء ورد كيد الأعداء إلى نحورهم.