أي اعتراضٍ لن ينفع.. قدرنا أن ننتظر ونشاهد الممثل السوري فراس ابراهيم وهو "يجسد" شخصية الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش في مسلسل (في حضرة الغياب).. رغم تذمر الكثيرين عن ما قيل إنه اختطاف من قبل الممثل السوري لشخصية واحد من أهم وجوه الشعر العربي الحديث. الاعتراضات التي انتهت بصفحة على "الفيسبوك" قوامها (3.690) شخصا، يرون عدم ملاءمة فراس إبراهيم لشخصية وكاريزما درويش؛ لم تجد أذناً صاغية لدى الممثل والمنتج السوري وهو يسعى لتحقيق حلمه النرجسي في "تمثيل درويش" والذي كان أداؤه لإحدى قصائده سبباً في دخول الممثل السوري المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق. التحدي وخطورة فشل المسلسل لن تطال فراس إبراهيم وحده وإنما الكاتب حسن يوسف (مؤلف نهاية رجل شجاع) وأيضاً المخرج نجدة أنزور، الذي قَبِل دخول مغامرة جديدة؛ بعد فشله العام المنصرم في تحويل رواية الأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي (ذاكرة الجسد) إلى الدراما التلفزيونية. وترجع حكاية الاعتراض على أداء فراس إبراهيم شخصية "درويش" إلى العام (2008) وتحديداً بعيد وفاة الشاعر الفلسطيني، عندما أعلن الممثل السوري أنه في صدد تجسيد "درويش،؛ إلا أن عرض مقتطفات "البرومشن" الدعائي للمسلسل على اليوتيوب فتح النار مجدداً على المسلسل، الذي ازدادت جبهة معارضيه، متهمين منتج مسلسل "أسمهان" باستغلال شخصية "درويش" لأغراض تجارية، بوصفه منتجاً في نهاية المطاف. من جهته لم يكترث بطل ومنتج المسلسل، بما يحدث، معلقاً على معارضيه في الفيسبوك بأنه يواجه خصماً وهمياً لا يعرفه، وقد يكون هؤلاء أناس يكرهون نجاحه وبالتالي فهو ليس مضطراً للإصغاء إليهم، كما قد يكون هؤلاء مدفوعين من قبل فنانين زملاء لا يريدون له أن يجسد هذه الشخصية. المسلسل الذي تطل فيه النجمة سلاف فواخرجي كضيفة شرفٍ بشخصية حبيبة درويش (ريتا اليهودية)؛ لم يحدد إلى الآن، من هي المحطة التي سوف تشتري العمل؛ إلا أنه من المعروف خلال المواسم الماضية، أن إحداث أي صخب أو جدل حول مسلسل ما، سوف يزيد نسبة الالتفات، بعيداً عن قيمته الفنية والإبداعية، ضمن لعبة التسويق والترويج السائدة بين قنوات ومحطات عرض الدراما العربية. يذكر أن المسلسل سيشهد مشاركة غنائية للمطرب مارسيل خليفة وعبر موسيقى المؤلف الموسيقي رعد خلف؛ كما سيصور المسلسل إلى جانب سوريا في عدة دول وهي مصر ولبنان وفرنسا وروسيا.