قرر مجلس الجامعة العربية في ختام اجتماعه الطارئ على مستوى وزراء الخارجية مساء امس دعوة مجلس الامن الى تحمل مسئولياته ازاء تدهور الاوضاع فى ليبيا واتخاذ الاجراءات الكفيلة بفرض منطقة حظر جوى على حركة الطيران العسكرى الليبى بما يسمح بالاسهام فى توفير الحماية لابناء الشعب الليبي وفتح قنوات الحوار مع المجلس الوطني الانتقالي الذى شكله ثوار ليبيا فى بنغازي لبحث سبل توفير الدعم والمساندة للشعب الليبي وحمايته مما يتعرض له من انتهاكات وجرائم من جانب السلطات الليبية الأمر الذي افقدها الشرعية أمام شعبها. وجدد الوزراء في البيان الختامي الذي أصدروه بشأن الاوضاع في ليبيا الدعوة للدول الاعضاء والدول الصديقة والمنظمات الدولية وهيئات المجتمع المدني العربية والدولية لتقديم المساعدات الانسانية العاجلة للشعب الليبي ومساندته في هذه الفترة الحرجة من تاريخه وتوجيه الشكر للدول والهيئات التي تقوم بتقديم مثل هذه المساعدات العاجلة وكذلك للدول التي تساهم في اجلاء المواطنين العرب الذين يرغبون في مغادرة ليبيا. ولفت البيان الذي صدر حول تداعيات الاحداث الراهنة في ليبيا والموقف العربي منها الى أنه بعد التداول فيما آلت الاوضاع الخطيرة في هذا البلد العربي وما ترتكبه سلطاته من جرائم وانتهاكات ضد أبناء الشعب الليبي وخاصة اقدامها على استخدام الطيران الحربي والمدافع والاسلحة الثقيلة ضد المواطنين أصبح ضرورياً وقف هذه الجرائم وانهاء الاقتتال وسحب السلطات الليبية لقواتها من المدن والمناطق التي دخلتها عنوة وضمان حق الشعب الليبي في تحقيق مطالبه وبناء مستقبله ومؤسساته في أطار ديمقراطي. وجدد مجلس الجامعة العربية التزامه بالحفاظ على وحدة الاراضي الليبية والسلم الاهلي وضمان سلامة وأمن المواطنين الليبيين والوحدة الوطنية للشعب الليبي واستقلاله وسيادته على أرضه ورفضه لكافة اشكال التدخل الاجنبي في ليبيا مؤكدا على أن عدم اتخاذ الاجراءات اللازمة لانهاء هذه الازمة سيؤدي الى التدخل الاجنبي في الشئون الداخلية الليبية. الى ذلك أبدت سوريا قلقها من أن يتحول أي قرار عربي بفرض حظر جوي على ليبيا إلى مجرد تمهيد للتدخل العسكري الخارجي، ومقدمة لتقسيم هذا البلد العربي تحت ذريعة مقتضيات الأمر الواقع. وطالب رئيس وفد سوريا في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب السفير يوسف أحمد مندوبها لدى الجامعة العربية وسفيرها في القاهرة في كلمة أمام الاجتماع بوضع تصور واضح للتحرك العربي بما يمنع التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا ويدرء مخاطر تقسيمها، مشيرا إلى أنه باتت تلوح في الأفق مخاطر الإنزلاق إلى حرب أهلية. وفي مؤتمر صحافي عقده أمين عام جامعة الدول العربية وبن علوي عقب الاجتماع الوزاري الطارئ اكد عمرو موسى ان قرار مجلس جامعة الدول العربية في اجتماعه الطارىء بفرض حظر جوي على الاجواء الليبية لا يعني التدخل العسكري الاجنبي بأي حال من الاحوال. مؤكداً ان صيغة القرار واضحه في هذا الشأن وهي ان الطلب موجه الى مجلس الامن الدولي الذي له ان يقرر ما يراه طبقاً لمبادئ القانون الدولي وحقوق الانسان. ومن جانبه اكد الوزير المسؤول عن الشئون الخارجية بسلطنة عمان يوسف بن علوي رئيس الاجتماع الطارىء لوزراء الخارجية العرب ان الدول العربية قد توافقت على صدور قرار فرض الحظر الجوي على ليبيا، الا انها ترفض في الوقت نفسة اى شكل من اشكال التدخل العسكري وان هذا الحظر ينتهي بانتهاء الازمة فى ليبيا. ودعا ابن علوي ليبيا لاحترام أي قرار يصدر عن مجلس الامن بهذا الخصوص وعدم استخدام السلاح ضد المدنيين.. وردا على سؤال حول موقف مجلس الجامعة العربية من بقية الدول العربية التي تعاني نفس الظروف التي تعاني منها ليبيا، قال ابن علوى " نحن ضد اي تدخل اجنبي في شان عربي، وما نحن بصدده اليوم وغدا هو الوضع في ليبيا حصريا" واردف "لم يتطرق الاجتماع الى أيى دولة أخرى، لأن الامر فى ليبيا وصل الى مرحلة يتطلب فيها الموقف دوراً لمجلس الامن". وردا على سؤال حول القمة الثلاثية المقترح عقدها بين الاتحاد الاوربى والاتحاد الافريقى وجامعة الدول العربية لبحث الاوضاع فى ليبيا، قال الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى انه تم خلال الاجتماع التطرق لهذا الموضوع، ولكن هناك اجراء اتخذ وهو "قرار الجامعة بفرض الحظر الجوي"، وهذا ربما يستدعي إعادة النظر في هذا الاقتراح. وقال موسى انه تم تعيين وزير الخارجية الاردنى الاسبق عبدالاله الخطيب مبعوثاً للامين العام للامم المتحدة للاشراف على المساعدات الانسانية المقدمة الى ليبيا، مشيرا الى وجود مجموعات كبيرة من منظمات المجتمع المدني تنسق من اجل تقديم المساعدات للشعب الليبي.