تبقى الأسرة بشكل عام والأم بصورة خاصة هي المؤسس الأول لكافة مظاهر المجتمع سواء المقبولة منها أم المرفوضة ، من خلال زراعة بعض المعتقدات والمبادئ داخل بذور ترعاها لتثمر بالخير على وطن احتضن شعبه ووفر لهم الأمان والاستقرار المنشود بحنكة ولاة أمرها وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز – حماه الله - ، ومن واجب كل أسرة أن تتضامن مع الوطن في استتباب أمنه الذي تحسدنا عليه جميع دول العالم ، ففي هذه المرحلة التي يحاول فيها المخربون بث سمومهم من خلال شباب الوطن يجب على كل أسرة أن تقف بمثابة درع حصين ضد تلك التيارات المعاكسة لتوجهات المملكة التطويرية والملموسة . "الرياض" من خلال هذا الاستطلاع بحثت عن ماهية دور الأم في تعزيز حب الوطن والانتماء له بداخل الأبناء . بداية تؤكد أم سعد السعد أن حب الوطن يغرس في الأبناء منذ نعومة أظافرهم ونشأتهم في أكنافه ، كما أن انتماء الشباب للوطن ما هو إلا نتاج سنوات أمضاها الوالدان في غرسها بداخلهم ، ويجب ألا تغفل الأسرة عن الجانب الوطني وتنميته بداخل الأبناء ولو من خلال الدعاء للوطن باستتباب الأمن وحفظ ولاة الأمر . « المملكة » دولةٌ محسودة على نعمة الأمن ..والانتماء الوطني ظهر في أوضح الصور وتؤيدها أم غيداء الجار الله وتضيف أن المناسبات الوطنية المختلفة لها أعظم الأثر بتعزيز حب الوطن بداخل الأبناء من خلال المشاركة فيها وفي مظاهرها من الملبوسات الوطنية والأهازيج الغنائية التي تؤكد ولاء الشعب للمليك والوطن ، وتضيف أن المناهج الدراسية وخاصة مادة "التربية الوطنية" لها دور كبير في تعزيز الانتماء للوطن بداخل الطلبة ، والتي ينهلون خلالها من بحر عطاء الوطن لشعبه . وتؤكد أنه يجب على كل أسرة تلمس بأحد أبنائها أية تغيرات اتجاه ولائهم للمليك والوطن انتهاج الحوار لا الردع والقمع وذلك من خلال تذكيرهم بعطاء الوطن ونعمة الأمن والأمان التي تفتقدها العديد من دول العالم . فيما تشدد نغم جمعة أنه يجب على الوالدين الرؤيا المستقبلية في تربية أبنائهم والتيقن أن لكل زمان جيلا يأتي دوما بالمفاجآت وحتى يستطيعوا التصدي لأي دخيل طارئ يجب عليهما ترسيخ المبادئ الوطنية والدينية بداخل أبنائهما وتذكيرهم بعطاء ولاة الأمر للشعب وسهرهم على راحته وأمنه وأمانه . بينما ترى الأكاديمية في جامعة الأميرة نوره نوف القرزعي أن حب الوطن وغرسه بداخل الأبناء يشابه بذور شجرة مثمرة بالخيرات يترقب حاصدها أن تزهر عليه بالعطاء ، كما أن الوالدين هم الأساس في جميع القيم التي يتشربها الأبناء ، وتقول : صحيح ان للمجتمع الخارجي أثرا في توجهات الشاب ولكن الأسرة تحمل العاتق الأكبر في مدى ضعف مناعة الشاب من تقبل آراء المخربين وتأثيرهم عليه ، وتضيف أنه يجب تبسيط صورة الوطن بداخل الطفل وأنه جزء من كيانه ويجب عليه أن يحبه ويحافظ عيه كما يحافظ على أي عضو من جسده . وتكمل فاطمة إمام ان حب الوطن والولاء له لا يعلم ولا يؤمر به بل هو غريزة بداخل كل فرد اتجاه بلد احتضنه وعلمه وحماه ، وأنه كالأم تماما حيث ان الطفل يحب أمه ويتغذى من عروقها ولها يدين دون أن يتلقن ذلك من أحد ، فحب الوطن إحساس لا يمكن تعليمه بل هي مشاعر حميمة تكبر بداخل الفرد ويستسقي منها الوفاء تلقائيا . «التربية الوطنية» لها دور كبير في تعزيز الانتماء في نفوس الأبناء (عدسة – صالح الجميعه ، حاتم عمر) وتضيف سامية العبودي ان التنشئة وصناعة القدوة من أهم أسباب زراعة الانتماء بداخل الأبناء ليس فقط اتجاه الوطن بل اتجاه كل من له فضل عليهم ، كما أن نسبة الوطنية تكون عادة مرتفعة في الشاب المتشرب بمفاهيم وأفضال الوطن عليه منذ الصغر ، والمدرك لأهمية استتباب الأمن عليه وعلى بلده ، وتشيرا إلى أنه يجب على الوالدين ربط حب الوطن بالانقياد لتعليم الشريعة الغراء التي ربطت طاعة الله بطاعة ولي الأمر وتؤيدها بدرية الصقير ومشاعل الخضر مشيرة إلى أن دعم الوالدين للمناسبات الوطنية ودفع الأبناء للمشاركة فيها ولو بأبسط الأمور كالتلوين على الوجه أو الرسم على "التي شيرتات " بالتعابير الوطنية ، وبسرد تاريخ الدولة السعودية على الأبناء وكيف كانت مترامية الأطراف متفرقة فيما قبل وكيف أصبحت مملكة واحدة ومن أقوى المجتمعات العربية والعالمية على حد سواء ومن خلال هذه الرؤى التي رصدتها " الرياض" والمؤكدة مدى رفض جميع فئات المجتمع مما يسعى له المخربون والدخلاء لغرس مفاهيم سيحارب من أجلها أولياء الأمور ولو كان الخصم أبناءهم بقوة وصلابة جسد واحد جرت في عروقه دماء خضراء حاملة لواء السمع والطاعة لولاة الأمر - يحفظهم الله – ، ستتضح لهؤلاء المغرضين مدى هشاشة حجتهم وضعف تأثيرهم على مجتمع متكاتف ومتفانٍ لحماية وطنه بدمائه .