قرأت .. التوصيات السبع التي صدرت من ملتقى القضاء والإعلام الذي نظمته وزارة العدل بمشاركة وزارة الثقافة والإعلام ومنها تأكيد على حظر تناول ما تتولاه سلطات التحقيق أو المحاكم بطريقة تستهدف تعبئة الرأي العام ضد من يتناولهم التحقيق أو المحاكمة قبل صدور حكم القضاء. التوصية لو نفذت ستقطع الطريق على المحامين الذين لهم نفوذ إعلامي لأنهم دائما ما يستخدمون الإعلام (لاعتقادهم) أنهم بهذه الطريقة سيغيرون مجرى القضية!!. والدليل على ذلك أننا دائما ما نجد صور عدد قليل من المحامين في الصحف يعلقون على القضايا ويقترحون بشكل شبه يومي وعددهم قليل جدا مقارنه أن في المملكة 1400 محام حسب إحصائية وزارة العدل! وللأسف كثير من الصحفيين أو الكتاب يسمع القضية من طرف واحد ويستعجل في الحكم من خلال التعليق على القضية بينما الواجب السماع من الطرفين قبل إبداء رأيه. الجميع يتفق على أن للإعلام ايجابيات في نشر القضايا ولكن بعد ان تكون نهائية ليستفيد منها جميع المواطنين والمقيمين وكذلك القضاة أنفسهم . سمعت .. مطالبات الصحفيين في الجلسة الختامية من ملتقى القضاء والإعلام على ضرورة تفعيل توجيه خادم الحرمين الشريفين الجهات الحكومية بضرورة التعاون مع وسائل الإعلام والرد على استفساراتها وتصحيح الأخطاء إن نشرت وتوضيحها، الصادر في 1426ه. للأسف غالبية الوزراء والمسئولين في الجهات الحكومية يعتقد أن عمل إدارة الإعلام التابعة لوزارته فقط إخراج صورته وتصريحاته في المناسبات الرسمية ونشر أخبار الدورات التدريبية. بينما يتجاهل استفسارات المواطنين وكذلك الصحفيين ويرفض أن ينشر له أي تصريح صحفي حتى يطلع عليه! لذلك تجد ان بعض الصحفيين لا يعتمدون على إدارات الإعلام في الدوائر الحكومية للبحث عن المعلومة واصبحوا يعتمدون على مصادرهم ومعارفهم الخاصة للحصول على أجوبة لأسئلتهم بعد أن أصبح مسئول الإعلام منشغلا في تلميع وزيره أو رئيسه!. رأيت ..تجاوب المتحدث الرسمي لديوان المظالم القاضي الدكتور احمد بن عبدالعزيز الصقيه مع الصحفيين وكذلك حسن خلقه وعلمه بأعمال القضاء والمرونة في التعامل إضافة إلى إجادته استخدام التقنية الحديثة لتقديم الاستفسارات الصحفية للمحرر دون الحاجة للحضور لمقر الديوان. لو كل مسئول إعلامي في وزارة أو جهة حكومية أو موظف إعلامي تعاون وقدم المعلومة الصحيحة للصحفيين وأحسن استخدام التقنية في توفير الجهد والوقت للصحفي لكان قُدم مادة صحفية دسمه للقارئ يستفيد منها الجميع.