أبدى القاضي في وزارة العدل الشيخ علي الدبيان تحفظا على طرح بشأن «عزلة القضاء عن المجتمع» في الجلسة الأولى لليوم الثاني من فعاليات ملتقى القضاء والإعلام الذي اختتم فعالياته، أمس، بفندق راديسون ساس بالرياض. وأشار الإعلامي محمد الأسمري إلى أن وزارة العدل أخرجت أخيرا القضاء إلى المجتمع بعد عزلة دامت أكثر من 60 عاما، مضيفا أن «هذه العزلة كانت اختيارية من جانب واحد فقط، وأن خروج القضاء والتفاعل مع المجتمع نقلة حضارية»، وذكر أن «ما سمعناه اليوم (أمس) من مشاركات كأننا في مدرسة محو الأمية، مجرد سرد بارد، نتمنى أن تتطور الملتقيات المقبلة، وأن تحرص الوزارة على أن يحضر القضاة لمثل هذه الملتقيات؛ لأن غيابهم لن يؤدي إلى الهدف المنشود». وتحفظ الدبيان على عبارة «وزارة العدل أخرجت القضاء من عزلته بعد أكثر من 60 عاما» وأضاف ردا على الأسمري «هذا ما تراه أنت، لكن الواقع غير ذلك، هناك الكثير من القضايا التي تتناول إعلاميا متعلقة بالقضاء، وفي المقابل هناك سياج وهمي وضعه بعض الإعلاميين فيما بينهم وبين القضاء». وأكد الدبيان في ورقة عنوانها «الرسالة الإعلامية ودورها الرقابي في السياسة الإعلامية» ألقاها في الجلسة الأولى التي ترأسها مستشار خادم الحرمين الشريفين ورئيس فريق التحكيم السعودي الأمير بندر بن سلمان بن محمد أن الرسالة الإعلامية أصبحت بوابة واسعة متعددة الأشكال لضخ مختلف المضامين والمواد ونشر العديد من الآراء والأفكار والثقافات، ولا يغيب عن النظر أن الرسالة الإعلامية كما هي وسيلة مهمة لصياغة ثقافة المجتمع وتسويق الأفكار إليه، فهي كذلك نافذة خطرة حين يتولاها من لا خلاق له من أبناء الأمة ممن يحمل فكرا ملوثا، أو يصنع منها مادة تخدم أعداء الوطن. وقال الدبيان «لا يجوز أبدا إخضاع القضاء والمحاكمات لدور رقابي في الإعلام ورسالته لما يقترن بذلك من إخلال بمجريات العدالة، وتأثير مباشر على سلامة القضاء وتحقيقه للإنصاف بتجرد، وقد جاءت السياسة الإعلامية للمملكة مؤكدة على أن الإعلام السعودي يهدف إلى احترام النظام العام للدولة، وينمي تنفيذه، كما يجب أن نعطي الرسالة الإعلامية مساحة للتعبير عن وجهات النظر الرقابية في الجوانب التي لا تمس مجريات العدالة ومسار القضاء في سلطته على الأحكام والقضايا»، مشيرا إلى أن ذلك هو التعاون المثمر والبناء في تصحيح المشكلات ومعالجة الأخطاء. وشهدت الجلسة مشاركة وكيل وزارة العدل لشؤون التوثيق الشيخ الدكتور طارق العمر بورقة عمل عنوانها «المؤسسات الصحفية وواجباتها في تطبيق السياسة الإعلامية»، فيما شارك نائب رئيس حقوق الإنسان الدكتور زيد الحسين بورقة عمل عنوانها «الإسهام الإعلامي في تطوير العمل الحقوقي». واختتم الدكتور فهد العرابي الحارثي الجلسة بورقه عمل «التأهيل الإعلامي المتخصص.. المسؤوليات والواجبات». وفي نهاية الجلسة كرم وزير العدل محمد العيسى، الأمير بندر بن سلمان ورئيس التفتيش القضائي في المجلس الأعلى للقضاء الدكتور ناصر المحيميد والدكتور زيد الحسين والشيخ علي الدبيان. وتناولت الجلسة الثانية التي ترأسها رئيس اللجنة التنظيمية والتنفيذية للملتقى مستشار وزير العدل المتحدث الرسمي للوزارة الدكتور عبدالله السعدان، وشارك فيها عضو المحكمة العليا الشيخ عبدالعزيز الحميد بورقة عن «نشر الأحكام والمبادئ القضائية وأثرها في الثقافة الحقوقية». في حين تناولت ورقه العمل الثانية «دور القضاء والإعلام في نشر الثقافة الحقوقية» لرئيس التفتيش القضائي في المجلس الأعلى للقضاء الدكتور ناصر المحيميد. كما تناول وكيل وزارة العدل للشؤون القضائية الشيخ الدكتور عبدالمحسن آل مسعد ورقة عمل عنوانها «الاختصاص القضائي في دعوى النشر»، وبعنوان «المحامون وأثرهم في الثقافة الحقوقية» اختتم رئيس الجنة الوطنية للمحامين بالغرفة التجارية بجدة الدكتور ماجد قاروب أعمال الجلسة الثانية. وجاءت الجلسة الأخيرة للملتقى بعنوان «واقع المتحدث الرسمي في المملكة والمأمول من المتحدث الرسمي وتطلعات الإعلام والمجتمع نحو المتحدث الرسمي» وترأسها عميد المعهد العالي للقضاء الدكتور عبدالرحمن المزيني، وشارك فيها المتحدث الرسمي لديوان المظالم الدكتور أحمد الصقيه، والمتحدث الرسمي لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي ومدير تحرير صحيفة الحياة جميل الذيابي ورئيس تحرير الوطن جاسر الجاسر. بعد ذلك اختتم الملتقى أعماله بعقد جلسة لاستعراض التوصيات برئاسة الدكتور عبدالله السعدان وعضوية الدكتور ماجد قاروب وعضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود الدكتور صالح المنزولاي