تعم أرجاء هذا الوطن الغالي فرحة عارمة بعودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله بعد ان من الله عليه بالشفاء.. فقد استقبل المواطنون مليكهم المحبوب.. بقلوب مفعمة بالحب والوفاء.. وبألسنة تحمد العزيز القدير على منه وكرمه.. فقد استجاب المولى تعالى للدعاء الصادق النابع من أعماق القلوب وتكللت رحلته العلاجية حفظه الله بالنجاح.. فما أجمل ساعات اللقاء المبارك.. وما أحلى لحظات المقدم الميمون.. مشاعر جياشة وعواطف نبيلة صادقة تملكت كلا منا.. فهنيئاً لنا جميعاً بهذه العودة الميمونة.. هنيئاً لنا بهذه السعادة التي غمرت الوطن ففاح شذاها في كل ركن من أركان هذه المملكة الكبيرة.. الكبيرة بقادتها المخلصين الميامين وفي مقدمتهم الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي حمل هم الأمة.. ووضع مصلحة الدين والوطن فوق الاعتبارات كافة.. وأخذ على عاتقه رفع شأن الوطن والمواطن، وتحقيق سعادته ورفاهيته.. وقد تمثل ذلك في العديد من القرارات والأوامر الملكية السامية، والخطط الطموحة التي تتخطى الكثير من العقبات والتحديات لتدفع بقوة عجلة التنمية في البلاد، ولتسير جنباً إلى جنب مع اصلاحات وتغييرات تشهدها المملكة لأول مرة منذ تأسيسها، حتى أضحى رائداً للاصلاحات والتغيير.. فتوالت الإنجازات تلو الإنجازات منذ اليوم الأول لتوليه حفظه الله مقاليد الحكم في البلاد.. إنجازات نوعية غير مسبوقة على كافة الأصعدة.. إذ امتدت أياديه البيضاء لتلامس طموحات واحتياجات أبناء شعبه بمختلف فئاتهم.. الذين أحاطوه بكل مشاعر الحب والولاء والوفاء والتقدير والاحترام في كافة أرجاء البلاد. لقد تحقق للشعب السعودي في عهد الملك عبدالله مكتسبات مثلت قفزات كبيرة، ما كانت لتتحقق خلال تلك الفترة الزمنية الوجيزة لولا فضل الله ثم جهوده وحكمته وحنكته السياسية، فعلى الصعيد السياسي أثبتت قيادته للمملكة نجاحاً مشهوداً في ظل حروب واضطرابات.. وتحديات شهدتها العديد من دول العالم.. إلاّ ان مسيرة المملكة مضت بسلام وبخطى واثقة وآمنة والحمد لله. وعلى الصعيد الاقتصادي شهد العالم في السنوات الأخيرة أزمة اقتصادية خانقة هزت مقومات الاقتصاد العالمي وضربت بنيته المالية.. وتضررت على إثرها الكثير من الدول.. لكننا في المملكة خرجنا من تلك الأزمة بسلام والحمد لله، بل تمكنا من السير قدماً في ميدان النمو الاقتصادي، ونجحت المملكة في تحفيز وتنمية اقتصادها وسط تصاعد الأزمة العالمية، حيث كانت أكثر منعة وقدرة على اجتياز العاصفة بسلام في ظل قيادته حفظه الله بل ان المملكة تصدرت دول العالم العربي والشرق الأوسط كأفضل بنية استثمارية وفقاً لتقرير أداء الأعمال الذي صدر عن مؤسسة التمويل الدولية IFC. لقد كانت إنجازات الدولة خلال السنوات القليلة الماضية في المجال الاقتصادي أكثر مما يمكن حصره، ولكن كأمثلة منها قامت مؤسسات الاقراض العامة بانفاق مليارات الريالات على المستفيدين من برامج الاقراض، حيث تمت زيادة رأسمال كل من صندوق التنمية الصناعية وصندوق التنمية العقارية وبنك التسليف السعودي وصندوق الاستثمارات العامة بمليارات الريالات، فضلاً عن دعم البرنامج الوطني لتطوير التجمعات الصناعية بجانب إنشاء هيئة تنمية الصادرات السعودية والهيئة العامة لتطوير التجمعات الصناعية بجانب إنشاء هيئة تنمية الصادرات السعودية والهيئة العامة للاسكان ومركز الملك عبدالله المالي، كما تم توسيع مدينة الجبيل وينبع الصناعيتين حيث دشن خادم الحرمين الشريفين عدداً من مشاريعها تزيد استثماراتها عن 54 مليار ريال. وعلى الصعيد التعليمي والتقني، فإن مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام الذي أقره مجلس الوزراء يعد نقلة نوعية في مسيرة التعليم في المملكة يصب في خدمة التعليم وتطوره لبناء إنسان متكامل من مختلف النواحي الاجتماعية والنفسية، بهدف تحسين البيئة التربوية لتأسيس جيل متكامل الشخصية إسلامي الهوية سعودي الانتماء يحترم العلم ويعشق التقنية. وقد حظي التعليم العالي في هذا العهد باهتمام كبير من قبل خادم الحرمين الشريفين حيث حرص بأن تحظى كل منطقة بجامعة على الأقل.. فارتفع عدد الجامعات من 8 جامعات إلى أكثر من 20 جامعة حكومية، أما جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي افتتحها حفظه الله فتعد صرحاً علمياً وتقنياً فريداً بما تميزت به من تجهيزات فضلاً عن ارتباطها بشراكات وطيدة مع العديد من الجامعات الرائدة في العالم، كما افتتح حفظه الله جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن التي تعد أول جامعة في المملكة خاصة بالطالبات.. وقد تم تعزيز العملية ببرنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي الذي استفاد منه أكثر من 100 ألف طالب وطالبة. أما على صعيد الاصلاح، فقد تميز عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بالعديد من الاصلاحات والتحولات، أشير منها إلى الاصلاح القضائي، إذ يعد صدور نظامي القضاء وديوان المظالم نقلة كبيرة في إعادة هيكلة وتطوير المؤسسات القضائية تستهدف تحقيق المزيد من العدالة. أما قطاع الصحة فقد شهد إنشاء أعداد كبيرة من المستشفيات والمستوصفات ومراكز الرعاية الصحية في مختلف مناطق المملكة، وقد تم تعزيز ذلك بمشروع الصحة الالكترونية الذي اعتمدت له مليارات الريالات، ولا ننسى هنا مشروع الحكومة الالكترونية الذي اعتمدت له الدولة مليارات الريالات لتستفيد منه المصالح الحكومية. أما قطاع الطيران المدني فقد حقق في السنوات القليلة الماضية منجزات نوعية كبيرة تعكس بكل وضوح اهتمام ودعم المليك المفدى يحفظه الله.. كما تعكس متابعة وحرص صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، لادراكهما العميق بأهمية الدور المتعاظم الذي يلعبه قطاع الطيران المدني بصفته محركاً أساسياً من محركات منظومة التنمية الاقتصادية في الوطن.. وقد تمثل ذلك في العديد من القرارات والأوامر الملكية السامية والتوجيهات التي تصب في دعم صناعة الطيران المدني في البلاد، مما انعكس ايجاباً على إنجازات جميع قطاعات الهيئة العامة للطيران المدني ولله الحمد. إن النظرة الفاحصة لسجل الطيران المدني خلال هذا العهد الزاهر لترصد إنجازات رائعة وكبيرة شهدتها مطارات المملكة في جميع مرافقها إنشاء وتحديثاً وتطويراً، شمل البنية التحتية والمعدات والتجهيزات والأنظمة ووسائل الاتصال، علاوة على ما تحقق من تقدم غير مسبوق في مجالات منظومة الطيران المدني الأخرى، هذه الإنجازات لم تقتصر على تشييد وتطوير المطارات فحسب، وإنما شملت الكثير من الأنشطة الأخرى في المنظومة نفسها، مثل الأمن والسلامة والتنظيم الاقتصادي والأنظمة واللوائح التي تحكم وتضبط العمل في هذا القطاع، بالإضافة للملاحة الجوية وما تنطوي عليه من مشاريع وأنظمة معقدة ومتشعبة مما يصعب حصره في هذه المساحة الصغيرة، إلاّ أنه يمكن الإشارة هنا إلى أمثلة لتلك الإنجازات وذلك على النحو التالي: ❊ مشروع مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد الذي وضع حجر أساسه الأمير سلطان بن عبدالعزيز نيابة عن خادم الحرمين الشريفين في شهر صفر الماضي، وهو المشروع الذي سيرفع طاقة المطار الاستيعابية إلى 30 مليون مسافر سنوياً، ومن المتوقع إنجازه خلال ثلاث سنوات وهي مدة عقدي مرحلته الأولى، والتي بلغت قيمتهما أكثر من 27 مليار ريال، ويأتي هذا المشروع مواكباً لتطلعات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وولي عهده الأمين السديدة القاضية برفع كفاءة مطار الملك عبدالعزيز الدولي حتى يتمكن من لعب دوره المنشود باعتباره البوابة الرئيسة للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة فضلاً عن دوره الحيوي والرئيسي الذي يضطلع به كبوابة غريبة للمملكة. ❊ تمضي الهيئة قدماً في الإجراءات اللازمة لإنشاء مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الجديد بالمدينة المنورة وفق أسلوب(BOT) ومن المتوقع ان يتراوح حجم الاستثمارات فيه ما بين(5-6) مليارات ريال، وسيرفع المشروع طاقة المطار الاستيعابية إلى(8) ملايين مسافر سنوياً في مرحلته الأولى وصولاً إلى(12) مليون مسافر إلى مرحلته الثانية، ومن المتوقع ترسية المشروع في منتصف هذا العام إن شاء الله. ❊ تم إنجاز مشروع مطار الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز بالعلا، ومن المنتظر افتتاحه في القريب إن شاء الله، حيث إنه في مرحلة الترتيبات النهائية لبدء التشغيل التجريبي. ❊ سيتم إنشاء مطار جديد بكامل بنيته التحتية في جازان (مطار الملك عبدالله بن عبدالعزيز) حيث تم استلام الموقع الجديد وتم اعتماد المبالغ اللازمة لدراسة المخطط العام. ❊ أنجزت الهيئة التصاميم الأولية للمطارات الاقتصادية كجيل جديد من المطارات التي تمتاز بتكلفة إنشائية منخفضة لخدمة بعض المناطق ذات الكثافة السكانية المنخفضة، وقد تم اعتماد إنشاء أول هذه المطارات في محافظة القنفذة وذلك في ميزانية العام المالي 1433/1432ه ، وتجري حالياً دراسات لإنشاء هذا النموذج من المطارات في مناطق أخرى. ❊ تضطلع الهيئة في الوقت الراهن بإعداد المخطط الرئيس لتنفيذ مشروع تطوير وتوسعة شاملة لمطار الملك خالد الدولي بالرياض ينفذ على مرحلتين سترفع الأولى منه طاقة المطار الاستيعابية إلى 25 مليون مسافر سنوياً وصولاً إلى 47 مليون مسافر في مرحلته الثانية. ❊ تحظى المطارات الداخلية بعدد من المشاريع التطويرية المتنوعة، بعض تلك المشاريع تعد بمثابة مشاريع لإنشاء مطارات جديدة، والبعض الآخر ينطوي على مشاريع تطوير جذرية، وأخرى تنطوي على تطوير يتناسب مع حجم الطلب، وتبلغ تكلفة تلك المشاريع نحو 2،5 مليار ريال، وقد بلغ عدد تلك المشاريع في الوقت الراهن 34 مشروعاً، تم إنجاز بعضها بنسبة 100٪. ❊ خلال السنوات القليلة الماضية تمكنت الهيئة من إنجاز مراحل هامة في عملية التحول من جهاز حكومي يعتمد كلياً على ميزانية الدولة إلى هيئة عامة لها شخصيتها الاعتبارية واستقلالها المالي والإداري، تعمل وفق أسس ومعايير تجارية بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي بالاعتماد على استثماراتها وعوائدها المالية. وهكذا يمضي قطاع الطيران المدني في ظل توجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين قدماً في تطبيق برامجه وتنفيذ مشاريعه.. كما هو الحال في القطاعات المختلفة في المملكة لتشكل مجتمعه النهضة الحضارية التي يتطلع إليها خادم الحرمين الشريفين. عشت يا أبا متعب ذخراً للوطن.. داعين المولى تعالى ان يديم عليكم الصحة والعافية،،،