المتابع لما يحدث حالياً في العالم العربي من ثورات وتغييرات يتعجب من سرعة هذه الأحداث، واتساع امتدادها لذلك أفضل طريقة لتوقع النتائج المستقبلية لهذه الأحداث هي النظر في التاريخ ومحاولة البحث عن أحداث مشابهة لكي يُستدل على النهايات. وكما هو معلوم فإن التاريخ هو عبارة عن حلقات مكررة ولكن مع اختلاف في المكان والزمان واللاعبين ولكن يبقى السيناريو شبه مكرر وذلك لان طبيعة البشر تبقى متشابهة عبر الأزمان . لذلك سأتطرق إلى ثورات مشابهة للثورات العربية ألا وهي ثورات دول ما كان يسمى سابقا المعسكر الشيوعي التي حدثت في التسعينيات، ولا أبالغ إن قلت إن هناك تشابهاً في الأحداث يصل إلى التطابق أحيانا . لكن لنبدأ أولا بتاريخ الثورات في العالم ونتكلم عن أم الثورات ألا وهي الثورة الفرنسية التي وضعت أسس النظام الغربي الحالي، ويعتبر تاريخها رمزا مقدسا في النظام الغربي ! لكن الغريبين لا يحبذون الكلام عما حدث بعد الثورة! وكيف اختلف الواقع عن الشعارات فكما نعلم أن نابليون حكم فرنسا بشكل دكتاتوري أكثر من النظام الملكي الذي أطيح به لذلك كل ما تغير هو المسمى والأشخاص فقد كان نظاما متسلطا بوجه واسم جميل!. ولنرجع إلى ثورات المعسكر الشرقي الشيوعي السابق ذات الظروف المتشابهة مع العالم العربي واعتقدوا أن الديمقراطية هي الحل السحري لمشاكلهم ! والآن بعد عشرين سنة من الثورات ماذا تغير لديهم !؟ما زالت أوضاعهم المعيشية سيئة وتراهم بالآلاف في أوربا الغربية في لندن وباريس يعملون في المطاعم والكفيهات وعندما أسألهم ماذا تغير منذ سقوط الشيوعية يجيبون لم يتغير الكثير مجرد تغيير مسميات وأشخاص فقط! ورأيت تقريرا مؤخرا عن آلاف التونسيين الذين يحاولون الوصول إلى ايطاليا عبر قوارب متهالكة مضحين بحياتهم من اجل الهجرة ! وقد زادوا بعد الثورة التونسية !! وكان المذيع يستغرب أن الأعداد زادت بعد الثورة ! ولا يقول لي أحد إن هذا مجرد مشاكل مؤقتة بعد الثورات فهذه أوربا الشرقية بعد20 سنة من الثورة ينهشها الفقر والفساد والبطالة ! أتابع أخبار الثورة الليبية التي اقل ما يقال عنها إنها دموية وأحزن على آلاف الضحايا الأبرياء الذين سقطوا رحمهم الله لكن ما يثير اشمئزازي هو التغطية في الإعلام الغربي للثورة ! فتركيزهم ينصب على منابع البترول الليبي وتأثير ذلك على تدفق البترول إلى أوربا ويحسبون نقاط حقول النفط أكثر من اهتمامهم بعدد القتلى الذين سقطوا !منتهى النفاق الغربي ! لذلك أقول ليس كل ما يلمع ذهباً ! ** مما قيل هذا الأسبوع : كما هي عادته أتى ملك الخير وفي جعبته الخير لذلك على الجهات الحكومية أن تكون على قدر المسؤولية وتنفذ ما أمر به بدقة وسرعة وليتهم ينسون البيروقراطية مرة واحدة ! لاشيء سيكمل سعادة المواطن السعودي إلى أقصاها من أن يسمع عن أدوات وإجراءات وقوانين وعقوبات رادعة لمكافحة آفة بل سرطان الفساد . والأمل في الله ثم في ملك الخير . أتساءل دائما لماذا بعض المسؤولين في الدوائر الحكومية في المملكة سواء في الداخل أو الخارج عندما يتولى المنصب يكون حسن التعامل متواضعاً، وبعد مرور بعض الوقت ينقلب كليا ويصيبه الغرور والتعالي ويصبح مناطقياً ايضا، أبسبب أنه ضمن مدة الأربع سنوات مع التجديد أيضا ؟ كم أتمنى أن يعاد النظر في تعيين بعض المسؤولين ومن يثبت تقصيره يُنهى تكليفه ولو لم يستمر إلا ستة أشهر في المنصب !لأن البعض منهم أصبح التعامل معه فعلًا لا يطاق !