من المعروف سلفا أن الثقافة هي الغذاء للعقل والفكر.. مثلما أن المأكولات غذاء للجسم.. وعلى مدى آلاف السنين والحقب الماضية تكونت ألوان شتى من الثقافات في العديد من بلدان العالم.. فهذا بلد تجاري وهذا بلد صناعي وهذا بلد زراعي وهذا بلد سياحي وهكذا.. والكثير من بلدان العالم يجدد ويطور مسار ثقافة وفق مقتضيات الأحوال وتغير الأزمان.. وفي بلادنا (المملكة العربية السعودية) مهبط الوحي ومهد الإسلام وقبلة المسلمين حافظ شعبنا على عقيدته وتمسك بقيمة وتراثه لكنه تكاسل عن مجارات العصر في تقنيته واختراعاته وحضارته.. والمفروض أن يتقدم مفكروه ومثقفوه ليضعوا الضوابط السليمة لتطوير ثقافة الشعب والحفاظ على أنواعها الكثيرة.. الله سبحانه أعطى بلادنا ميزة دنيوية إلى جانب الميزة الدينية فهل يوصف بلدنا بأنه بترولي.. إننا أكبر دولة في العالم في احتياطي البترول.. فأين ثقافة البترول في شعبنا..؟ إن المفكرين والمثقفين هم القادرون على نشر ثقافة البترول ومشتقاته وأسواقه.. بجانب ثقافتنا الإسلامية الأصيلة فليست الثقافة مقصورة على الأدب والشعر والقصة والرواية بل إنها أشمل من ذلك فكل علم قديم أو جديد هو ثقافة ولكن رسم الاتجاه الثقافي لا يحسنه غير المفكرين والمثقفين واقتراح إحداث مجلس أعلى للثقافة فكرة رائعة نشكر الكاتب الأستاذ الدكتور عبدالله العسكر على طرحها فهي التي ستنير الطريق لثقافة سليمة تليق ببلادنا كقبلة للمسلمين وأكبر احتياطي للبترول في العالم. * مستشار ثقافي متقاعد