تباينت نتائج الاندية السعودية الأربعه المشاركة في دوري أبطال آسيا2011 الهلال والنصر والإتحاد والشباب في الجولة الأولى، التي انطلقت نهاية الأسبوع الماضي، وقد جاءت النتائج لتعطي دلالة قوية بوجود رغبة أكيدة في تقديم صورة مشرفة من خلال فعاليات هذه البطولة القارية الكبرى من خلال هذه النسخة الجديدة، ورغم التباين الذي حدث في النتائج إلا أن كل المؤشرات تؤكد بان الفرق الأربعه قادرة على تقديم نفسها بصورة مغايرة عبر هذه النسخة التي تتطلع الجماهير السعودية إلى أن تكون هويتها سعودية هذه المرة، لاسيما وان الاندية الأربعه تمتلك كل ادوات التفوق للفوز بهذه البطولة القارية الكبرى، خصوصا وهي قد ابتعدت لعدة سنوات عن معانقة كاس هذه البطولة القارية. "العميد" حقق الانتصار كشر الإتحاد عن أنيابه وحقق الانتصار الأول على أرضه وبين جماهيره من أمام بيروزي الإيراني، عندما تغلب على ضيفة بثلاثة أهداف مقابل هدف، تبادل احرازها "القناص" الجزائري عبد الملك زياييه هدفين، وهدف جزائي لقائد "النمور" محمد نور، ليقدم "العميد" نفسه بصورة مغايرة عن تلك التي كان عليها في المسابقات المحلية، ومكشرا عن انيابه لكل فرق المجموعة. وكان الاتحاد قد احتاج فقط الى 13 دقيقة منذ انطلاقة المباراة لكي يؤكد تفوقه على ضيفه بيروزي إذ بكر المحترف زياييه بالهدف الاول، ورغم إدراك الفريق الايراني التعادل بنيران صديقة بهدف في الدقيقة 19 عندما اودع المدافع الاتحادي رضا تكر الكرة في مرماه بطريق الخطأ، ولكن الهدف لم يزد لاعبي الاتحاد الا اصرارا وعزيمة لتحقيق الفوز واسعاد الجماهير الغفيرة التي احتشدت في ملعب الامير عبد الله الفيصل، عندما استطاع محمد نور تسجيل الهدف الثاني من علامة الجزاء، ويعود المحترف زياييه مرة أخرى ويصادق على تألقه ليعمق الجراح الايرانية بالهدف الثالث عند الدقيقة 75 مستفيدا من التمريرة البينية الذكية من راشد رهيب، ليضع لمحاولات الهجوم الإيراني الذين كان الهدف الثالث بالنسبة لهم كقاصمة الظهر التي قتلت كل الطموحات ليكون الفريق الاتحادي هو الفريق الوحيد بين سفراء السعودية الاربعة الذي يحقق العلامة الكاملة والتي ستعطيه دفعة قوية لتكملة بقية المشوار المنتظرة خلال الادوار التمهيدية. خيبة أمل مبكرة للهلال والشباب نجا من قبضة الريان النصر عاد بنقطة عاد النصر من العاصمة الاوزبكية طشقند بتعادل بطعم الفوز، وهو يدرك التعادل المثير أمام مستضيفه بختاكور الاوزبكي الذي لعب امام جماهيره، والتي لم تلعب دور اللاعب الثاني عشر، ولم ترهب لاعبي النصر الذين لعبوا وكأنهم يلعبون في مدينة الرياض، وكان لاعبو النصر في الموعد رغم تخلفهم مرتين، فكانت الانتفاضة النصراوية القوية التي هدت اركان الفريق الاوزبكي واجبرته على التراجع الى نصف ملعبه في محاولات يائسة للحفاظ على تقدمه وسط الرغبة النصراوية الملحة في العودة الى اجواء المباراة، حتى جاء الفرج من تحت اقدام النجم محمد السهلاوي بمساعدة النيران الصديقة ليدرك النصراويون التعادل الايجابي بهدفين لكل منهما، في مباراة اجمع المراقبون بان النصر قد خسر فيها بالتعادل، بعد المستوى القوي الذي كان عليه في ذلك اللقاء، والذي أكد من خلاله بانه عاقد العزم على السير بخطى راسخة في مشواره بالبطولة. الاتحاد هزم بيروزي الشباب وتعادل في الدوحة وعلى ملعب استاد نادي الريان استطاع نجوم الشباب ان يجبروا مستضيفهم الريان القطري على التعادل الايجابي بهدف لكل في اولى مبارياتهما ضمن فرق المجموعة الرابعة، عندما عاد بالتعادل بهدف لمثله، وكان الريان قد تقدم بالهدف الجزائي الذي سجله لاعبه المحترف البرازيلي اتمار، ولكن الهدف الجزائي لم يزد لاعبي الشباب الا حماسا واصرارا وعزيمة من اجل العودة الى اجواء المباراة، وأسفر الضغط المتواصل من الهجوم الشبابي على مرمى الريان عن هدف الانقاذ من الهداف ناصر الشمراني بالهدف الراسي عند الدقيقة 60 ، ليعيد الفريق الشبابي الى اجواء المباراة، ويفرض سيطرته على ارجاء الملعب وتضيع له العديد من الفرص السانحة للتسجيل، التي كانت كفيلة بان تجعله يعود من الدوحة متأبطا النقاط الثلاث، وبخاصة من الكرة الرأسية لمدافعه المحترف مساعد ندى في الرمق الاخير من عمر المباراة، إذ ضلت طريقها للمرمى وسط ذهول كل من في الملعب وسط تألق لافت للانظار لحارس الريان سعود الهاجري الذي كان يمثل فريقا. وتبدو حظوظ "الليث" كبيرة في مبارياته التي سيؤديها على ارضه هنا في الرياض لحصد النقاط التي ستعزز من حظوظه في بلوغ الدور الثاني من البطولة، إذ يبدو شكل الفريق بشكل عام مطمئنا ويعطي مساحة من التفاول للسير بقوة في دهاليز هذه البطولة عبر ادوارها المتقدمة. الهلال خسر في الرياض الهلال خيب الأمال وعلى النقيض وعكس ما كان متوقعاً خيب الهلال الذي يحمل الرقم القياسي في تحقيق لقب البطولات الآسيوية، آمال محبيه وجمهوره العريض الذي تواجد بقوة في "درة الملاعب" استاد الملك فهد الدولي بالرياض، وقتل كل الطموحات وهو يتلقى الخسارته الأولى في البطولة امام ضيفه سبهان اصفهان الايراني، في موقعة خرج منها "الزعيم" بخسارة مفاجئة وغير متوقعة، ولم تدر بخلد اي متابع وحتى لاعبي فريق سبهان ماكانوا يحلمون بان يعودوا الى طهران بكل نقاط المباراة، ولكن لاعبي الهلال الذي كان حملا وديعا في تلك المباراة، قدم لهم النقاط على طبق من ذهب وهو يلعب واحدة من اسوأ مبارياته على الاطلاق طوال تاريخه، ليخسر بهدفين مقابل هدف، ويضع نفسه في حسابات معقدة بين فرق المجموعة الاولى رغم التعادل الذي انتهت عليه مباراة الغرافة القطري والجزيرة الاماراتي، وهو التعادل الذي قد يخدم الفريق الهلالي في بقية مشواره في الادوار التمهيدية، ولكن المستوى الذي ظهر به الفريق الهلالي لايعطي الاطمئنان، ولايدل على ان الفريق يسعى للاستفادة من كل اخفاقات الماضي، في هذه البطولة المتمردة على الهلاليين، ولعل تلك الروح الانهزامية التي كان عليها لاعبو الهلال في لقائهم بالفريق الايراني تؤكد بان الفريق غير قادر على ان يسجل حضوره القوي في هذه البطولة القارية، إلا إذا يعي اللاعبون أهمية تاريخ الهلال في البطولة، ويكفي ان نقول بان الفريق الضيف وهو يلعب خارج الاسوار قد تقدم مرتين على اصحاب الارض وكان قريبا من الخروج بالهدفين النظيفين، لولا الهدف الهلالي الشرفي الذي جاء في الوقت القاتل من المباراة عن طريق ولهامسون. وجاءت احصائية الأندية السعودية بمحصلة 7 أهداف للفرق الاربعة ثلاثة للاتحاد واثنان للنصر، وهدف وحيد لكل من الشباب والهلال، وولج في مرمى الأندية الأربعه (5) أهداف.