** في مثل هذه المناسبة العاطفية.. سعادة بعودة الملك الوالد.. والإنسان.. وفي ظل صدور حزمة من الإجراءات لرفع مستوى حياة المواطن وإسعاده فإنه لابد وان نستحضر مجموعة من الأسباب لهذا التعاطف الكبير.. الذي عبر ويعبر عنه المواطنون نساء ورجالاً وأطفالاً.. تجاه ولي الأمر.. منذ اللحظة الأولى التي أُعلن فيها عن تعرضه يحفظه الله لانزلاق غضروفي ودخوله المستشفى بالرياض مرتين ثم توجهه إلى أمريكا وإجرائه بها عمليتين في الظهر.. إلى أن غادر المستشفى.. ثم انتقل بعد ذلك من الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى المغرب الشقيق لقضاء فترة النقاهة واستكمال العلاج الطبيعي هناك.. وإلى أن عاد إلينا بتمام الصحة والعافية بحمد الله وشكره.. ** أقول .. إن البحث في الأٍسباب والدوافع الحقيقية لمشاعر الخوف والقلق والأمل في أن يرده الله سبحانه وتعالى إلينا سالماً معافى.. يوصلنا إلى الحقائق التالية : - أولاً : أن الملك عبدالله.. ظل يعامل الشعب معاملة الوالد لأبنائه.. وليس معاملة الحاكم للرعية بكل ما تستدعيه من قواعد بروتوكولية جامدة.. - ثانياً: انه كان باستمرار يجسد خصائص الرجولة .. والشهامة.. والنخوة.. في الانسان العربي الأصيل.. - ثالثاً: انه كان يعيش هموم المواطن عن قرب.. ويتفاعل معها.. ويتجاوب مع متطلباتها بصورة قوية ومؤثرة.. وحميمية.. - رابعاً : انه كان زارع قيم ومثل أخلاقية كريمة في تصرفاته.. وأعماله.. وبحرصه على المسنين والفقراء والمستضعفين.. والمرضى.. ومن يعفون عن الغير طلباً للأجر والثواب من الله.. وكذلك تجاه من يضحون بحياتهم.. وينقذون سواهم بأعمال بطولية عظيمة. - خامساً: انه كان أيضا عظيم التقدير لأصحاب المواهب والكفاءات والابتكارات والمساهمات الخلاقة في الداخل والخارج من النساء والرجال وفي كل مجالات المعرفة الإنسانية وكان حفياً بهم.. وكريماً معهم.. ومشجعاً للجميع على الاقتداء بهم.. - سادساً: انه عاش حياته كل حياته .. كما يعيش الفرسان.. والنبلاء.. والعظماء بتواضعهم وليس بعنجهيتهم.. وقوة بطشهم..! - سابعاً: أنه جسد كل معاني العدل والمساواة.. وظل طوال حياته يعمل على تكريسهما..ويدعو إليهما لتخليص البلاد والعباد من المظالم.. - ثامناً: أنه ظل داعية للحب.. ونشر الخير.. والتسامح.. والوئام.. والحوار سواء بين أبناء هذا الوطن الغالي.. أو بين أبناء الأمتين العربية والاسلامية أو في العالم أجمع.. وما دعوته إلى الحوار بين أبناء الوطن.. وإلى التسامح بين أبناء الأمة وقياداتها .. وإلى التعايش بين شعوب الأرض الا دليل على صفاء نفسه.. وصدق نواياه.. وحسن إدراكه لحاجة البشرية إلى السلام والأمان والاستقرار.. ** هذه العوامل وغيرها.. جعلته يتغلغل في أحاسيسنا ومشاعرنا.. بل ويعلمنا وينشر بيننا وفي كل الدنيا سلسلة من القيم الغائبة في هذا العصر.. ** فكيف لا نحبه..؟! وكيف لا نخاف عليه ؟! وكيف لا نسعد بعودته اليوم إلينا وقد استرد كامل عافيته.. وتمام صحته والحمد لله ؟! ** ثم إنني أحس.. بأن عودته هذه سوف تحمل لهذا الوطن.. بل وللأمة أيضاً الكثير من الخيرات والبشريات.. ليقودنا جميعاً إلى بر الأمان في وقت عصيب تعيشه المنطقة ويحياه العالم.. ** فكيف إذا لا نشعر بالأمان.. وبالأمل .. في ظل وجوده معنا.. وفينا.. وبيننا؟! ** وليس هذا غريباً في بلد رسالة إيمانية خالدة.. ** كما انه ليس غريباً في مجتمع القيم الاخلاقية الأول.. المجتمع الذي نشأ في حضن الحرمين الشريفين.. وحمل على كتفيه رسالة الهداية والنور إلى كل مكان في هذا العالم.. ** كما انه ليس غريباً في ظل قيادة انسانية في طبيعتها .. وتكوينها.. وفي صلاحها .. وطهارتها.. ** ولا نملك في هذا اليوم السعيد الا أن ندعو له بطول العمر.. وللبلاد بالمزيد من الأمن والأمان والاستقرار.. على يديه.. متعه الله بالصحة والعافية فهو القدوة لكل واحد فينا.. والنبراس لأجيالنا القادمة.. *** ضمير مستتر: **[ الأوطان التي تُبنى على الحب.. والاحترام المتبادل.. لا تعرف القلق أو الخوف على الدوام ]