الرياضة أصبحت حاضراً صناعة لذا لم تعد متابعتها مقتصرة فقط على الرياضيين، فهناك آخرون ليسوا من الوسط الرياضي وأصحاب مسؤوليات ومهام بعيدة عن الرياضة، لكنهم يعشقونها سواءً حديثاً أو منذ فترة طويلة. الوجه الآخر الرياضي لغير الرياضيين تقدمه "دنيا الرياضة" عبر هذه الزاوية التي تبحث عن المختصر الرياضي المفيد في حياتهم وضيفنا اليوم هو وكيل وزارة الداخلية السابق والأديب الدكتور ابراهيم العواجي: *"هذه السّلمى حليلة .. فالتقاليد هنا.. لا تجيز العشق إلا وفق أعراف القبيلة" حديثك هذا هل يسري على العشق الكروي؟ - طبعاً لا.. فالكرة مدورة لا وجه لها. فلننس «البرازيل» ونهزم «منتخب الوهم.. ونترك الرياضة لعلماء النفس *في حوار سابق لك قلت بأنك تكتب خارج دائرة الآخر ففي رأيك هل السبب في التعصب الرياضي يعود إلى أن جماهير الأندية تمارس طقوسها داخل دائرة الآخر؟ - بل داخل دائرتها الضيقة، لا تملك إلا عيناً واحدة وأفقاً واحداً ولهذا فهي لا ترى الحسن إلا في فريقها حتى ولو كان في مؤخرة الركب. * في يوم من الأيام تمنيت صحافة تنطلق من رؤية متوازنة تنطلق من التراث ولا تقف عند حدوده وتسعى إلى معانقة الحاضر وصولاً إلى المستقبل وان لا تكون أحادية البعد أو شللية النهج كأني بك تتحدث عن بعض الصفحات الرياضية؟ - حقيقة أنا لا أتابع الصفحات الرياضية لانشغالي بما أحسبه أهم ولكنني أسمع كثيراً من خلال الأبناء عن هذه الظاهرة. * بمناسبة كتاب "البيروقراطية والمجتمع السعودي" هل تعد ما يطبق في الأندية السعودية بيروقراطية أم ديموقراطية؟ - وبامتياز .. لذا لن تكون لنا كرة قدم تساوي ما ننفقه من مال وتلف أعصاب من أجلها حتى يكون التخصيص حقيقة لا تسويفاً. * لو سألك رفيق الصحو اليوم هل مازالت إجابتك : "قد صنعنا.. وحدة ظلت فريدة"؟ وهل ينطبق ذلك على المنتخب السعودي؟ - أي منتخب تعني! أبو الأرقام القياسية في الهزائم.. كأسك يا وطني. * أين الرياضة من أطروحاتكم كأدباء سعوديين؟ - فقط علماء النفس يستطيعون الخوض في قضايا الرياضة. * وهل ترى بأن الرياضة ثقافة، وإن كانت كذلك فكيف نتعامل مع تلك الثقافة على الوجه الأكمل؟ - طبعاً الرياضة نشاط جميل ومثير وله ثقافته وقاعدته السكانية الأعرض عن كل الثقافات الأخرى في المجتمع لذا نحتاج إلى أن يحاول مثقفو المجتمع الاقتراب منها لضخ روح الموضوعية إلى مكونات هذه الثقافة. * هل ترى ثمة علاقة بين الرياضة والأدب أو الشاعر واللاعب ؟ وأين تكمن إن وجدت؟ - كل يغني على ليلاه. * كتاباتك طالت الشعر الغزلي والسياسة وقصرت عن الرياضة لماذا؟ - اختلاف درجة الاهتمام أو الأوليات وربما لأنني قاصر عن استيعاب كل جوانب اللعبة. * بما أنك أحد أكثر الشعراء السعوديين كتابة عن الوطن فهل في نظرك الرياضة تجمع أم تفرق ؟ ولماذا؟ - تفرق وتجمع في آن واحد كما هي الصورة في مباريات الفرق أو مباريات المنتخب. * إذا كان من أهم أركان الوسطية البعد عن التصنيف وما يجره من أحكام مسبقة فمن أين أتت مسميات مثل "ليبرالي – إسلامي – تنويري – علماني – تكفيري – هلالي – نصراوي والمصطلحات المناطقية والعرقية" وهل نحن شعب مهووس بالفعل بمبدأ التصنيف الذي يعزز الفكر الإقصائي؟ - لم نكن .. ولكن محدثات التنمية والحركية والمصالح والرؤى القاصرة مجتمعة أو متفرقة أسهمت في اتساع الرقعة، وإذا أردت أن تعرف أكثر حلل كل مفردة في مقدمة هذا الإجابة لتصل إلى السؤال : لماذا وربما تصل إلى الإجابات المصنفة. * أحد المفكرين السعوديين أكد على أن المبادئ لا تنشر ذاتها بل تحتاج لمن ينشرها، ومبدأ "العقل السليم في الجسم السليم" نشأنا عليه للأسف رغم خطئه فكم من شخصية عبقرية لا تمتلك جسداً سليماً !! نريد منك مبدأً رياضياً صحيحاً لنشره بين الرياضيين؟ - الرياضة حركة وروح * بمعيار النسبة المئوية ما نصيب الرياضة من اهتماماتك؟ - 5 % .. موسمية * أي الألوان تراه يشكل الغالبية السائدة في منزلك؟ - اللون الأبيض * بين القمر والشمس هل هناك ثمة مكان لميولك؟ - مساحة كبيرة تقصر رسائلي وميولي عن تغطيتها * هلا شكلت لنا منتخباً من الشعراء والأدباء فربما واجهنا البرازيل في نهائي كأس العالم يوما ما؟ - من حقك أن تحلم بما يريحك لكن في هذه المرحلة من عمر الرياضة السعودية لننس البرازيل ونحاول أن نهزم منتخب الوهم الوطني. * متى كانت آخر زيارة لك للملاعب الرياضية؟ - لا أذكر وأفضل مشاهدة الكرة أمام التلفاز حتى تبدأ الهزائم فاقفله واتجه إلى كيس الملاكمة لأصب جام غضبي وألمي حيث لا خصم وربما شخصية المؤسسات الرياضية مجتمعة في عضلات هزيلة. * البطاقة الحمراء في وجه من تشهرها؟ - في وجه البيروقراطية والتعصب الكروي والفئوية والتصنيف والتعالي والخيلاء. * ولمن توجه البطاقة الصفراء؟ - للمتفائلين بتطور الكرة السعودية في هذا العقد من الزمن. *لمن توجه الدعوة من الرياضيين لزيارة منزلك؟ - لو حسبت أن هناك نفقاً لدعوتهم جميعاً.