مفردة " جوع " تأتي بالإنجليزية ، حسب قاموس أكسفورد بأنه الاضطراب أو الارتباك ، أو الخوف أو القلق الذي يُصاحب حاجة الجسم الحيّ إلى الطعام ، وتأتي بمعنى ثانوي لتعني المتقلقل أو غير المستقر . وفي الفصحى التوق والاشتهاء . ويبالغ الإنجليزي في إشهار جوعه فيقول : (ستارفنغ ) Starving . أي : يموت جوعا . لكن إذا عمت ندرة الطعام وتضوّر الناس جوعا فالكلمة ( فامِن ) - وهي اسم وهي بالإنجليزية Famine . لنعد إلى الجوع والمراد فات التي نتجت من هذه الكلمة العجيبة لنجد فى القاموس المعاصر كلمات لها علاقة بهذه اللفظة مثل القتل والنهب والسلب والنفط مقابل الغذاء والمعونة والقرض وحد الفقر والفاو. وقال البيهقى ( كانت لنا قطة لا تكشف القدور ولما أنجبت كشفت القدور ) وهى لم تكشف القدور إلا لتقي أبناءها الجوع . الجوع ...الكلمة التي تكرهها النفس وتتأزم من ذكرها . وكلمة جوع من جاع وهو خلوّ المعدة من الطعام وقد ذكرت كلمة الجوع صراحة في القرآن الكريم وعجزت أن أقتنع بدراسة ، أو عدد من الدراسات تبين لنا وجود فائدة للجوع من بينها دراسات بريطانية وأميركية وأخرى ألمانية ، إذ احتفل علماء الأحياء في شمال المملكة المتحدة قبل نحو خمسة أعوام بنتائج دراسة قامت بها جامعة داندي الاسكتلندية أكدت وجود علاقة بين هرمون الجوع والذاكرة في الدماغ . وقالت الدراسة إن الهرمون الذي يتحكم في آلام الجوع بإمكانه أن يزيد أيضاً في قوة الذاكرة ، إذ نقلت صحيفة الديلي ميل خلال تغطيتها للمؤتمر السنوي لعلماء باحثين وأطباء شاركوا في الدراسة تأكيدهم أن الأمر لا يقتصر على وجود علاقة بين الجوع والذاكرة فقط ، إذ هناك تأثير قوي لهرمون أسموه ، يقوّي الذاكرة .. مع الجوع .1 . نعرف أن ماجاء في الأثر " صوموا تصحوا " قول لا شك فيه ، فيما يخص عملية الهضم والتمثيل الغذائي . لكن لأول مرة أقرأ أن الجوع يقوّي الذاكرة. فيلسوف يرى في الجوع ميزة محمودة فيقول : ألا ترى أن العود إنما صفا صوته لخلوّ جوفه..