أعلن الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ، ولي العهد ونائب القائد الأعلى البحريني ، أن الإجراءات و الخطوات التي اتخذت في الأيام الماضية للتهدئة "قد حققت هدوءا نسبيا من الممكن أن يعود بالحياة في المملكة إلى وضعها الطبيعي". ونقلت وكالة أنباء البحرين (بنا) الاثنين عن الأمير سلمان قوله إن ذلك يأتي "تمهيدا لبدء الحوار الوطني وبلورة الرؤى والتصورات ، والتي ترفد هذا الحوار بكل مقومات النجاح بغية الوصول إلى تحقيق الهدف المنشود الذي أراده حضرة صاحب الجلالة الملك الوالد (حمد بن عيسى آل خليفة).. والذي أسعى لتحقيقه لاستكمال مسيرة الإصلاح الشامل بمشاركة كافة الأطراف التي تبتغي الإصلاح وتعمل على إنجازه ليكون مثمرا و بنّاء". وأوضح قائلا: "سترسل بهذا الخصوص رسائل للمعنيين كي يقوموا بإعداد وتحضير مرئياتهم ليضعوها على طاولة الحوار الوطني ، ليتسنى بذلك ضمان أكبر قدر من النجاح". وأضاف ولي العهد البحريني في تصريح خاص امس انه "برغم هذا الهدوء فإن هناك بعضا ممن لا يريد الإصلاح ويعمل على تعطيله وبشتى السبل غير المقبولة" ، حسبما أفادت الوكالة. وتابع: "لقد بدأ هذا التعطيل يلحق الضرر بمصالح المواطنين في مملكة البحرين عن طريق الإضرار بشؤونهم الاقتصادية والمعيشية وتعطيل الحياة في عدة مناطق ، مما ألحق الأذى بمؤسسات القطاع الأهلي ومختلف القطاعات المصرفية والمالية والاقتصادية". ولفت إلى أنه "لاحظنا أن ذلك يعمل على تعطيل الحوار ، ولذا فإن الواجب الوطني والمهمة التي كلفني بها جلالته.. يحتمان عليّ التوجه للجميع بلفت الانتباه إلى ضرورة البدء الفوري بالحوار الوطني الشامل ووقف إلحاق الأذى بمصالح الجميع" ، وفقا للوكالة البحرينية. الى ذلك أغلق متظاهرون في البحرين مداخل مقر مجلس الشورى ، الغرفة الأعلى في المجلس الوطني (البرلمان) ، امس ، مما دفع إلى إغلاقه لبعض الوقت. وخيرت العديد من المدارس الثانوية في أنحاء البلاد طلابها بين تنظيم مسيرات من مدارسهم للانضمام إلى الاحتجاجات أمام البرلمان أو التظاهر داخل مدارسهم . كما نظم طلاب من جامعة فنية بضواحي العاصمة المنامة مسيرة إلى مقر تلفزيون البحرين الرسمي. ويذكر أن عدد المتظاهرين الذين احاطوا بمبنى البرلمان في العاصمة البحرينية ، الذي يضم مجلسي الشورى والنواب ، كان الأكبر بين أعداد المحتجين في البلاد. جاء الاحتجاج أمام المجلس الوطني بعد يوم من تسليم أكبر الكتل البرلمانية في البحرين ، ونائب واحد للمعارضة ، رسميا استقالة أعضائها الثمانية عشر في البرلمان. وتردد أن مجلس الشورى ، الذي كان مجتمعا امس ، استأنف اجتماعه بعد أن انفض المحتجون من حول المجلس . من ناحية اخرى رحب الرئيس الأميركي باراك أوباما بإعلان ملك البحرين حمد بن خليفة آل ثاني عن إجراء تغييرات مهمة في الحكومة، مؤكداً دعم وتشجيع الولاياتالمتحدة للحوار الوطني وإجراء إصلاحات في البحرين. ونشر البيت الأبيض بياناً لأوباما جاء فيه "أرحب بإعلان الملك حمد بن عيسى آل خليفة بشأن إجراء تغييرات مهمة في الحكومة وتجديد التزامه بالإصلاح". وأضاف ان "الولاياتالمتحدة تدعم مبادرة الحوار الوطني برئاسة ولي العهد (البحريني) سلمان بن حمد آل خليفة، وتشجع عملية تكون ذات معنى وشاملة وغير طائفية وتستجيب لشعب البحرين". وتابع ان "الحوار يوفر فرصة لإجراء إصلاح حقيقي ويتيح للبحرينيين القدرة على رسم مستقبل أكثر عدلاً معاً".