من فضل الله سبحانه وتعالى على الأمة أن يولّي عليها رجلا يجتمع الناس على محبته ، وتتآلف القلوب على الولاء والطاعة له . وما من شك في أن الولاء والمحبة لا تنتج من فراغ كما أنها لا يمكن أن تتحقق إلا لمن بذل الجهد في طاعة المولى عز وجل ، وأصلح النية في مسؤوليته عن رعيته . وليس لدينا نحن أبناء الوطن بكل مستوياتنا أدنى شك في ما يحمله قلب خادم الحرمين الشريفين من محبة لأبنائه ، ونية صالحة في خدمة دينه ووطنه ، وسعيه الذي لا ينكره أحد نحو الإصلاح في جميع مناحي الوطن ، بل يمتد هذا الاهتمام وهذا السعي إلى خارج الوطن ؛ ولذا ليس من الغرابة أبدا أن يبتهج الجميع بقدومه ويفرح أبناؤه بعودته . إنها مناسبة عزيزة وغالية ، وأي كلمة تقال فيها هي أقل مما يستحق . إننا ونحن نعيش هذه الايام السعيدة لنرى مفارقة عجيبة تظهر لكل مراقب ، ففي الوقت الذي تشتعل فيه كثير من البلدان من حولنا بنيران الثورة على رؤسائها فإن أبناء الوطن اليوم وبكل صدق وولاء وإخلاص يحتفلون بعودة قائدهم ، فلله الحمد والمنة على نعمه ، ونسأله سبحانه وتعالى أن يديم على مليكنا لباس الصحة والعافية ، وأن يحفظ ولاة أمر هذه البلاد المباركة التي تعتز بكلمة التوحيد التي هي مصدر العزة والرفعة ، وأن يعم بلادنا بمزيد فضله وان يبسط علينا نعمة الأمن والأمان ، إنه سميع مجيب. * استاذ مساعد بكلية المجتمع بحفر الباطن