يبدو أن نقاطا كثيرة في ملف العلاقات بين مصر و(إسرائيل) لاتزال معلقة ، فقد أعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أمس «الاثنين» أن مصر على اتصال دائم ومستمر مع (إسرائيل) للتعرف على اوضاع ثلاثة صيادين مصريين محتجزين هناك وانه سيتلقى تقريرا كاملا من الاجهزة المعنية بالقضية ومن سفارة مصر في تل ابيب بشأن الموضوع خلال الايام القليلة المقبلة . وبدا أبو الغيط متشددا في تصريحاته عقب لقائه الحاخام دوغلاس كرانتس عضو مجلس ادارة منظمة «امريكيون من اجل السلام» بالولايات المتحدة ، بسبب الممارسات الإسرائيلية في الاراضي الفلسطينية قائلا ان تسوية القضية الفلسطينية ركيزة اساسية لتحقيق الاستقرار في المنطقة وتسهم في التخفيف من حدة التوتر والاحساس بالغضب الموجود في الشارع العربي والاسلامي وستحول دون الوصول الى مايسمى « صدام الحضارات» موضحا حرص المسلمين على احترام الاديان والعقائد الاخرى وعلى الحوار لتصحيح المفاهيم الخاطئة . ولفت الى أن الوضع الفلسطيني على الارض مأسوي وأن مصر ترفض الممارسات الاسرائيلية رفضا كاملا وتطالب (إسرائيل) بالتوقف فورا عن كل ماتقوم به من أعمال في قطاع غزة . واضاف أن الهدف الذي تسعى مصر من أجله هو استعادة الثقة والهدوء بما يمكن الشعب الفلسطيني في القطاع بكامله من المشاركة في عملية انتخابات شرعية تحت المراقبة الدولية تشارك فيها أطراف كثيرة وهو مالايمكن أن يتحقق الا بالانسحاب الاسرائيلي الكامل من المناطق التي احتلتها القوات الاسرائيلية منذ 28 (ايلول) سبتمبر 2000 وأن هذا الوضع لايجب أن يستمر وعلى (إسرائيل) أن تتوقف فورا عن ممارساتها العدوانية المستمرة . وقال أبو الغيط إن مصر لاتطالب الجانب الاسرائيلي بالتوقف عن الممارسات فقط بل أيضا تطالب المجتمع الدولي وكافة القوى الفاعلة على الساحة الدولية سواء الامين العام للامم المتحدة أو وزراء خارجية الرباعية الدولية للتحرك بسرعة لحمل حكومة الكيان الاسرائيلي وجيشها على التوقف عن الاعمال العسكرية داخل قطاع غزة . وأوضح أبو الغيط أن مشاركة مصر بالمراقبين في الانتخابات الفلسطينية تضيف الكثير في اطار أهمية وجود الرقابة الدولية للانتخابات من اطراف مختلفة تؤمن صفة الشرعية وبالتالي لايستطيع احد ان يدّعي أن هذه القيادة ليست بقيادة منتخبة ديمقراطيا . وبالنسبة لتجاهل (إسرائيل) لمبادرة ابومازن بالتخلي عن عسكرة الانتفاضة قال أبوالغيط ان تواجد القوات الاسرائيلية داخل قطاع غزة يؤدي الى استفزاز الفلسطينيين ويجعلهم يطلقون النار على هذه القوات وبالتالي فان كل فعل من جانب يقابله رد فعل على الجانب الاخر . وأكد أهمية التوصل الى وقف لاطلاق النار يوافق عليه الجانبان مع ضرورة وقف العمليات العسكرية الاسرائيلية موضحا انه لاوجه للمقارنة بين ماتقوم به (إسرائيل) ومايقوم به مجموعة أفراد من هنا أو هناك ، على حد وصف رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ابومازن، الذي قال ان هناك «فلتاناً أمنياً» لايقتصر وجوده بالضرورة على الجانب الفلسطيني، لكنه يتعلق أيضا ببعض الجماعات أو بعض الافراد الفلسطينيين الذين يطلقون النار عشوائيا على الاسرائيليين نتيجة لاستفزازهم من جانب قوات «الاحتلال» من خلال ممارساتها ونتيجة للاعمال التي تقوم بها (إسرائيل) مسبقا . من جانبه اعتبر الحاخام كرانتس أن هناك مؤشرات ايجابية بشأن حدوث انفراجة في جهود التسوية للقضية الفلسطينية ،وقال ان تحقيق تقدم في تفريغ شحنة التوتر سيكون دعامة رئيسية لتحقيق الاستقرار في المنطقة.