غمر شعب المملكة الفرح الكبير والسعادة العارمة بعودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز (حفظه الله ورعاه) إلى الوطن، فأطلت مشاعر الفرحة وعلامات السرور جلية بشكل عفوي على وجه كل مواطن ومواطنة أطفالاً وكباراً لتحتفي بعودة الربّان ليتابع قيادة سفينة الوطن إلى شطآن الأمان والتقدم والازدهار. والمملكة إذ تحتفل بعودة القائد الوالد الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فإنما تحتفل احتفال الأبناء برؤية والدهم بعد طول غياب، واحتفال الأم الرؤوم بعودة ابنها البار إلى الحضن الدافئ، ذلك الحضن الذي يضم جميع السعوديين ويجمعهم على حب الوطن والولاء للقائد. وكيف لا يفرح السعوديون بعودة المليك المفدى وهو القائد المكين والوالد الأمين، وهو أول من انتفض على الفساد والمفسدين وقاد مسيرة الإصلاح، قبل عربة البوعزيزي أو غيرها، وهو الذي طالب بشد الأحزمة وشحذ الهمم وإسراع الخطى إلى التقدم والإزدهار والتطور، وهو الذي اهتم أكثر بتنيمة المواطن السعودي وذاد عن حياض الوطن ضد الفئة الضالة في الداخل والأعداء المتربصين في الخارج، وحارب الفقر والجهل والتشدد، وارسى دعائم الرخاء والنماء، وبنى للعلم والعلماء صروحاً ودعم الابتعاث الخارجي والجامعات في الداخل، وكرّس الوسطية والاعتدال منهجاً تسير عليه المملكة فلا تهوي إلى مهالك التشدد والتعصب ولا تنزلق إلى مفاسد الانحلال والرذيلة. ولم يقتصر عطاء خادم الحرمين الشريفين على شعبه ووطنه فقط، فهذا الرجل لديه من العطاء والسخاء الكثير الكثير، ليمنحه للأشقاء وللإنسانية جمعاء، فكان نعم المثال للقائد المحنك الذي حمل على عاتقه هم الأمة جمعاء وعمل جاداً على إنهاء جميع مظاهر الفرقة والانقسام داخل البيت العربي والاسلامي وطالب بأعلى صوته: لا بد للعرب من التسامح والمصالحة، وحقق آمال أمته وعبر عن ضمير الشعب في أكثر من مناسبة، ووقف في وجه جميع محاولات شق الصف والانقضاض على الأمة، بل تعدى كل ذلك إلى العالم أجمع فأطلق مبادراته الإنسانية، ومواقفه الطيبة التي يشهد لها العالم أجمع، لاسيما مبادرة حوار الأديان والدعوة إلى التسامح والسلام في العالم في مواجهة التطرف والإرهاب والحقد والحرب والكراهية، وهو عمل ويعمل ليمنح الأجيال القادمة حياة أفضل وأكثر سعادة وأمناً وسلاماً. ولم نستغرب أو نتفاجأ بملامح الفرح العفوية من الصغار والكبار ورجال ونساء في احتفال بهي، رفعت فيه الأعلام وصور القائد وولي عهده الأمين والنائب الثاني على الاسطح والمباني والسيارات وحتى على صدور الأطفال، وما أكثر الحضور الخير الذي احتفى بعودة قائد الوطن وربان سفينته، فخلال رحلة علاجه كانت أيدينا على قلوبنا خوفا من أن يغيب القائد عنا (لا سمح الله) في ظروف صعبة فقد كنا بحاجة له ولا زلنا وهو القائد بحنكته وانسانيته وفطنته لمعالجة الكثير من الامور التي تهم الداخل والخارج. الملك عبدالله عرف بصدقه ووضوحه وبساطته ونظرته الواضحة تجاه وطنه ومواطنيه، فهو فارس أصيل يحمل خصائص القيادة وخصائل الرجولة والمواقف النبيلة، والتسامح مع الآخرين. وقضى سنوات مليئة بالانجازات وهو الذي أعطى المرأة حق المشاركة في المجتمع وقال حفظه الله إن المرأة لابد أن تصبح ذات وجود حقيقي وملموس على خارطة الحالة الاجتماعية لبناء الوطن وقوته. وهو الأب والقائد والقدوة ونبض الوطن وأوج عنفوانه ورائد الأصالة وحامي الإبداع، وزرع البذار التي أثمرت عطاء وإزدهاراً خلال فترة حكمه وقيادته للوطن، وهو رجل من رجالات الحكمة والموعظة والإنسانية، وهو الرمز والثروة الحقيقية وصمام الأمان لهذا البلد الطاهر الأمين، وأصبح عبدالله بن عبدالعزيز في عيون الملايين الرمز والإنسان، والأب والعضيد حيث بنى مجد الوطن وعزّة الشعب. عوداً حميداً، ونتمنى للمليك طول العمر والسعادة وللوطن دوام الهيبة والعز المظفر .. *المدير الإقليمي لمكتب دبي