لم يكن مبارك عسيري الحاصل على شهادة دبلوم في الأشعة بتقدير ممتاز من المعهد الفني للتدريب الصحي التابع لجامعة الملك خالد والحاصل على المرتبة الأولى على دفعته يعلم أن نهايته بعد التخرج الانضمام لصفوف العاطلين عن العمل بعد عامين ونصف من الدراسة إلى جانب ستة أشهر من التدريب بمستشفى عسير المركزي ودفع ما قدره 32 ألف ريال لإتمام دراسته. مبارك أكد ل"الرياض" أن ما تعرض له وزملائه البالغ عددهم 46 خريجا من المعهد عام 1428ه هو بمثابة ضحية قرارات وزارة الصحة التي أصدرت قرارا بمنع توظيف الحائزين على درجة الدبلوم للارتقاء بالعمل الصحي وقبول الحاصلين على درجة البكالوريوس في التخصصات الفنية. وأضح أنه حتى يتم حصولهم على درجة البكالوريوس ليتمتعوا بوظيفة لا بد من الالتحاق بأكاديميات تصل رسومها إلى 120 ألف ريال حتى ينهون تلك الدرجة من الدراسة ويحققون رضا وزارة الصحة. ويروي مبارك أن على وزارة الصحة التكفل بتدريسه ورفقائه على حسابها الخاص حتى إتمام الدرجة التي تريدها حتى يمكن إنصافهم والذي لن يكتمل على حد تعبيره إلا بحصولهم على الوظائف الصحية في تخصصاتهم في وقت أعطت وزارة الصحة المعهد الترخيص وتشرف عليه أكاديميا جامعة الملك خالد بابها. وأضاف مبارك عسيري أنه تقدم مع مجموعة من أصدقائه الخريجين من ذات المعهد بشكوى ضد إدارة المعهد التي ما زالت تستقبل الطلاب وتخرجهم بشهادة دبلوم فني وهي على دراية بعدم وجود وظائف لهم إلى جانب شكوى مماثلة ضد وزارة الصحة لعدم توظيفهم بيد أنها سعت في توظيف جميع خريجات ذات المعهد من العنصر النسائي تحت مظلة حاجة المستشفيات للفنيات السعودية واستبدال الأجانب بهن وجاء ذلك بناء على قرار توظيف فوري. الشكوى لم تجد النور بعد بحسب ما أدلى به مبارك لأنهم بحاجة لمبلغ مالي ليتولاها نيابة عنهم محام متخصص ولم تتواجد الكلفة المادية المخصصة بعد لسوء أحوالهم المادية جميعا، مشدد على أن هناك طلابا انضموا إليهم مؤخرا عبر شبكة الانترنت من مناطق عدة منها القصيم وحفر الباطن يعانون من ذات القضية. ويشير العسيري إلى أن والدة دفعت له التكاليف المادية للمعهد على أمل أن يجد مكانة وظيفية ويساندها في مصروفات أشقائه ال6 بعد أن تركهم والدهم إلى حياته الخاصة والمستقلة والتي بدأها مع زوجة ثانية منذ أن كان عمر مبارك ثماني سنوات. ولكن لم تصل أم مبارك لطموحها فبعد قرار وزارة الصحة بعدم قبول حاملين شهادات الدبلوم اضطرت لتخصيص مبلغ مالي شهريا كمصروف لمبارك حتى لا يشعر بتدني مستواه الاقتصادي بين أصدقائه. عبدالرحيم الشهري متخرج آخر من المعهد الفني للتدريب الصحي من ذات الدفعة يؤكد حصوله على شهادة دبلوم تخصص أشعة بالإضافة إلى حصوله على التصنيف من الهيئة السعودية للتخصصات الطبية بعد اجتيازه لفترة الامتياز. الشهري لم يكن أوفر حظا من زميله مبارك فيقول في حديثه ل"الرياض" "نحن أول دفعة تخلت وزارة الصحة والشئون الصحية بعسير عن توظيفنا وأبلغونا أن التقديم سيكون عن طريق ديوان الخدمة المدنية وتقدمنا في عام 1429ه للديوان واستمررنا في الانتظار حتى صدر قرار عام 1431ه ينص على تقدم جميع خريجي التخصصات الطبية وتقدم للديوان خريجون جدد وتم توظيفهم بحجة أنهم خريجو من الكليات التابعة لوزارة الصحة". ويؤكد عبدالرحيم أن المعينين يحملون ذات المسميات التي نحملها في شهادات التخرج "دبلوم" ولا يوجد فروقات إضافية سواء مصدر الوثائق بين كلية ومعهد. مصدر مسئول بمديرية الشئون الصحية بعسير أكد أن منطقة عسير في حاجة لتخصص الأشعة في حين تضم نحو 18 مستشفى و300 مركز صحي، مشددا على أن الوزارة مازالت تتعاقد مع شخصيات من خارج البلاد في التخصصات الفنية وأبناء البلد عاطلين عن العمل.