طالب معالي الدكتور سعد بن طفلة العجمي وزير الاعلام الكويتي السابق بانشاء محكمة عدل خليجية لحل المشاكل الخليجية مشددا على اهمية الحاجة الى نقلات سريعة في سياستنا الخليجية داعيا في الوقت ذاته على هامش فعاليات الملتقى الاعلامي الكويتي - السعودي الذي يقام بمقر الغرفة التجارية الصناعية بالرياض الى وجود برلمان خليجى يكون رديفا لعمل المجلس وليكمل مسيرة قرارات المجلس ويتابع تنفيذها على ارض الواقع، كما دعا الى عقد قمة خليجية طارئة حول ما يجري في مصر قبل فوات الأوان لايضاح الموقف الخليجي من مصر القادمة. وقال الدكتور العجمي ان هذا الملتقى مناسبة لاستذكار مواقف تاريخية وقفتها المملكة العربية السعودية شعبا وقيادتا إبان تلك المحنة في عام 1990م، حيث سخرت لها ودفعت من اجلها الغالي والنفيس. السديري: الشعوب الخليجية أحوج إلى صحافة أهلية تراعي المصالح الخاصة للمنطقة واكد انه واجب عليهم ككويتيين ان تذكر تلك التضحيات نستذكر من خلالها وقفة وفاء من السعودية، وقال ان المملكة من كبريائهم ومن شعورهم بالأمانة لايتطرقون الى تحرير الكويت لكن نحن ككويتيين نثمن هذا الموقف ونستذكره كل وقت وفاء لتضحيات شعبنا وتعزيزا لوحدتنا الوطنية داخل الكويت . وقال: "نرى ان استذكار الموقف السعودي واجب وليس عقدة كما يصورها البعض وهو مسؤولية وطنية وقومية علينا جميعا ". وحول الجانب الاعلامي في المسيرة الخليجية قال العجمي: انا لست مع قصة توحيد الخطاب الخليجي مؤكدا انه لا يوجد توحيد خطاب بتاتا وانه غير منطقي، وهذا لا يعنى عدم وجود قضايا مشتركة يفترض ان تتمحور حولها السياسات، وبالتالي تعكس هي الخطاب الاعلامي مبينا ان عدم توحيد الخطاب لا يعني عدم التوحد حول القضايا. ودعا وزير الاعلام الكويتي الاسبق الى عقد قمة خليجية لمناقشة تداعيات ما يجري في مصر والمسارعة قبل الاخرين لتقديم اليد التي بقيت ممدودة مع مصر كونها قلب العرب، داعيا ان تكون العراق درسا للخليجيين الذين اصبحوا متفرجين وليس فاعلين في الشأن العراقي. وذكر ان دول الخليج مطالبة بان تعقد قمة خليجية تسمى قمة مصر تقول فيها ماذا نستطيع ان تقدم لمصر القادمة الجديدة بما يساعدها على تجاوز هذه المحنة. الحلوة: مصر تتشكل داخليا وخارجيا وحان الوقت للدخول إليها والتطبع السياسي فيها من جهة أخرى أكد الدكتور محمد الحلوة عضو مجلس الشورى السعودي ان بروز ايران كقوة مهيمنة في الساحة الاقليمية تمثل تحديا كبيرا جعل الدول الخليجية تعيد حساباتها الاقليمية كون هذا العامل مستمرا في زيادة امكاناته بما في ذلك تطوير قوته النووية والتي ستؤدي الى تغيير في توازن الردع الاقليمي، ولم يستبعد الحلوة عقد الولاياتالمتحدةالامريكية صفقة مع إيران مقابل الحد من قوتها النووية العسكرية على ان تعطيها تنازلات إقليمية لتكون هي القوة المهيمنة. واضاف ان هناك تحديا اقتصاديا يواجه الخليج، حيث ان اعتمادهم بشكل اساسي على البترول مبينا ان هناك جهودا جادة للدول للاستغناء عن هذا المنتج لاعتبارات اقتصادية وبيئية وهذا اذا حصل سيشكل تحديا كبيرا لاقتصادنا الخليجي. وأكد ان المشكلة في الدول العربية تتمثل في وجود فجوة كبيرة ما بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية من جانب والتنمية السياسية من جانب آخر، وموضحا ان هناك تقدما في المجال الاقتصادي والاجتماعي، ولكن التنمية السياسية فيه تخلف كبير جدا. واشار الى ان الورطة التي تعيشها الدول العربية في الوقت الحالي قريبة جدا من ما عاشته دول امريكا اللاتينية في مرحلة من المراحل. وقال الحلوة ان مصر دولة محورية وأي خلل فيها سواء سلبي او إيجابي سيغيير التوازن في الدول العربية مبينا انها تتشكل داخليا وخارجيا وحان الوقت للدخول اليها والتطبع السياسي فيها. الجاسر: الإعلام الخاص يستحوذ على 70% من التأثير على الرأي العام في المنطقة وقال ان الموقف الخليجي يعاني من ثلاثة جوانب وهي الاختلاف والبطء في اتخاذ القرار وكذلك التنفيذ البطئ مطالبا بترشيد القرار الخليجي. وأشار الدكتور محمد الحويلة عضو مجلس الامة الكويتي الى ان التحديات التي واجهت المنطقة الخليجية دفع قادة دول مجلس التعاون الخليجي عندما كثر الكلام عن تصدير الثورة الايرانية ومحاولة تهديد دول المنطقة، لانشاء مجلس يجمع كل الدول الخليجية والتي لقت ترحيبا من زعماء دول المجلس وانطلقت اعماله التي نطمح كشعوب خليجية ان نفعل هذا المجلس. واضاف بان هناك تحديات كثيرة تعصف بالمنطقة ومنها القوة الايرانية النووية التي تتطلب من دول مجلس الخليج العربي ان تعمل كيد واحدة من اجل ردع أي تهديد يواجه المنطقة. واضاف الحويلة ان مجالس الشورى السعودي والأمة في الكويت عليها مسؤوليات ولابد ان تعمل لايجاد استراتيجية واحدة من شأنها ان تواجه هذه التحديات مؤكدا ان لديهم تنسيقا مشتركا وتم طرح نقاط كثيرة في عملية تشكيل لجان مشتركة حتى ندرس كل المواضيع التي تخدم الشعبين. من جهة أخرى أكد الأستاذ تركي السديري رئيس تحرير جريدة "الرياض": إن أهمية الإعلام ليست بأقل من أهمية رأس المال وغيره، لان الإعلام يمكن ان يقود العالم العربي الى الصواب وممكن ان يقوده الى الخطأ. ولم يخف السديري تألمه من نشر إحدى الصحف العربية الكبرى لخبر شجب اتحاد الناشرين العرب لما يحدث في البحرين والمطالبة بانصاف الشعب البحريني، مبينا ان ما يحدث في البحرين مختلف من حيث المؤثرات، مرجعا ذلك لعدم وجود الوعي في كل البلدان العربية. الحويلة: القوة الإيرانية النووية تتطلب من دول الخليج أن تعمل كيد واحدة من أجل ردع أي تهديد وقال رئيس التحرير ان الأسوأ والأخطر هو استغلال إعلام البلد نفسه ضد البلد الذي هو فيه، مستدلا بنشر مفاهيم سخيفة عبر إحدى القنوات الفضائية في ندوة استضافة أحد الضيوف من المملكة، والتي قال فيها: "ما نخافه أن الملك عبدالله بأفكاره الحداثية يخرج السعودية من خطها الديني الذي بدأه الشيخ محمد بن عبدالوهاب".. وعلق السديري: وكأنه يصور أن هناك إسلامين، اسلام محمد بن عبدالله وإسلام محمد بن عبدالوهاب، واصفا ذلك بالرأي السخيف والعار من الصحة، وقال ان محمد بن عبدالوهاب رجل متدين وله ظروف العصر التي ظهر فيها، مبينا أن ابن عبدالوهاب دعا الناس لنبذ المستجدات التركية التي انشاعت في ذلك العصر. تركي السديري واضاف السديري ان كلمة الوهابية صدرت من بلد عربي خارج الخليج العربي، هذا البلد هو ايضا من صدر المتزمتين الدينيين لدول الخليج. وأوضح ان قناة الجزيرة خلال نقلها لأحداث مصر بدأت وكأنها تتحدث باسم قوى سياسية معينة لارساء مفاهيم معينة ونشر أفكار معينة بأجندة معينة. وقال ان الشعوب الخليجية أحوج الى صحافة أهلية تراعي المصالح الخاصة للمنطقة، داعيا في الوقت ذاته الى التوجه الى الاقليمية وإعطاء الأولوية لذاتنا. واكد ان مجتمعنا الخليجي ليس مجتمعا معاقا، فهو مجتمع قوي ويملك مسببات بان يكون في مصاف الدول الاوربية خلال الثلاثين عاما القادمة لامتلاكه كافة المقومات التي تدفعه الى الأمام، مطالبا بتفادي المعوقات التي توقفنا من الاستفادة من امكانياتنا المادية الموجودة بوفرة متناهية وامكاناتنا التعليمية التي تقدمت على دول كانت هي التي تعلمنا في السابق وكذلك علاقتنا المعتدلة مع العالم الخارجي مبينا ان كل هذه العوامل والصفات يجب ان نستفيد منها لكي نوجد مجتمعا عربيا خليجيا قادرا على انه يتجه الى الامام. القناعي: الصحافة السعودية صحافة منتظمة وتمارس النقد الإيجابي بهدف المصلحة العامة واشار السديري الى ان قيام رئيس التحرير مرتبط ارتباطا كبيرا بمستوى الوعي في المجتمع بصفة عامة ومستوى الوعي في الاوساط الثقافية بشكل خاص، وقال انه لم يتوفر الوعي الكامل الذي يعطيهم مسلكيات صحفية قادرة على التأثير اجتماعيا وتصحيح الاخطاء. واضاف ان احتياجنا لإعلام واع بدأ من رئيس التحرير ومرورا بكل الهيئات هو رسالة مهمة في دول الخليج. د. عبدالله الجاسر وقال ان وزارات الإعلام الرسمية لم تثبت ان تواجدها الواعي والقادر على الكفاءة القيادية، مؤكدا ان الصحف اكثر تقدما من وزارات الإعلام مرجعا ذلك إلى أنها أكثر مرونة وأكثر استقطابا للكفاءات. من جانبه نفى الاستاذ فيصل القناعي أمين سر جمعية الصحفيين الكويتية وجود أوجه تشابه بين الإعلام السعودي والكويتي نتيجة الفوضى التي تشهدها الصحافة الكويتية والتي تصل الى التجريح دون وجود حدود لها، بينما الصحافة السعودية صحافة منتظمة، ولكن كتاباتها قاسية مستشهدا بتناوله لأحداث سيول جدة. وقال انه يمارس النقد الايجابي بهدف المصلحة العامة فيما تركت الصحافة الكويتية هذه الامور الاصلاحية لتحقيق اهداف تجمعات وتكتلات مطالبا بالحرية المسؤولة لكي يصبح إعلاما إيجابيا. وقال انه ليس هناك استثمار للحرية في الاعلام الكويتي للوصول الى مصاف الاعلام المتطور في العالم مؤكدا انه مع انتشار تعدد وسائل الاعلام لكي يصل صوت الجميع والتعبير عن آرائهم. د. محمد الحلوة وبين الدكتور عبدالله الجاسر وكيل وزارة الثقافة والإعلام في مداخلة له ان الإعلام الخاص الخليجي والذي تجاوز ال 700 قناة، يسير بلا هدى ولا بصيرة ولا هوية وقال:"لا نريد إعلاما واحدا حكوميا، ولكننا نريد إعلاما منسقا. وهذه مسؤولية مالكي القنوات ووزارة الإعلام". واعترف الجاسر بوجود قصور في التشريعات الإعلامية مؤكدا ان الوزارة تحاول ان يكون هناك تماثل في قوانين المطبوعات والنشر ونحوها. وقال ان ما يواجه وزارات الإعلام هو ان الاعلام الخاص يستحوذ على 70% من التأثير على الرأي العام في المنطقة وارجع ذلك للمرونة الكاملة التي يجدها الاعلام الخاص في الطرح والمعالجة وكذلك المرونة في احتضان الكفاءات المتميزة كون الاعلام الحكومي مربوطا بتعريفة مالية معينة. بينما القطاع الخاص مبني على اقتناص المشاهد من اجل الجانب التجاري، موضحا ان الأجهزة الحكومية تقدم الإعلام كما تقدم الصحة الخدمات التي تقدمها للمواطن. وبين الجاسر ان هناك دراسة لتحويل الاذاعة والتلفزيون الى مؤسسة عامة للاذاعة والتلفزيون. د. محمد الحويلة فيصل القناعي