غالبية الفنانين حبيسو مدرسة واحدة أو أسلوب واحد، تجدهم خلال سنوات عطائهم الفني الذي يمتد لأكثر من عقدين في غالبيتهم هو ذات أسلوبهم الفني الذي بدأوا به أول مشوارهم الفني، تجدهم لا يغيرون في أفكارهم أو حتى ألوانهم أو نمط حياتهم؛ بزعم غالبيتهم أن ذلك سر نجاحهم أو ربما لخوفهم الشديد من الفشل أو تراجع قيمتهم الفنية.. رامين مسألة التغيير إلى الزمن، والذي أثبت الواقع أن التغيير يبدأ من أنفسنا، فلا أحد يستطيع عمل التغييرات حولك سواك أنت.. "العالم هو التغيير؛ وحياتنا تجسيد لما يدور في أذهاننا، عندما تغير أفكارك تستطيع أن تغير العالم" ولأننا جزء من منظومة العالم، علينا أن نستجيب لجملة هذه المتغيرات وفق معطياتنا الثقافية والاجتماعية، التي تحافظ على هويتنا، وتنقلنا إلى هالة الانفتاح والتطورات الكبيرة، التي تعد سمة التغيير ابرز شواهد هذا العصر.. فلا يتوقف جمال التغيير على عين المظهر الشكلي فحسب؛ بل يتعدى ذلك نحو الولوج إلى لب الجوهر لتتحقق أهمية التغيير بأبعاده الحقيقية السامية برقي المعاني الثقافية والفكرية والإنسانية بما يضمن ديمومة الفنون وازدهارها بطرق واتجاهات جديدة.. لا يقتصر أهمية التغيير على الفنان فحسب؛ بل يمتد حتى إلى داخل المؤسسات والجهات الداعمة للفنون والمواكبة للتغيير والمستشعرة بأهميته، مما يعزز من تواجدها ومنافستها وثباتها وقدرتها على بث روح الإبداع والابتكار والتجديد؛ وصولاً إلى ضرورة تجاوز كل من يرفض التغيير داخل المؤسسة أو يحاول أن يكون عائقا نحو تحقيق أهداف التطلعات المستقبلية والرؤى والأفكار المتجددة، فالتغيير أيها الفنانون والمبدعون أصبح ضرورة لا يمكن لنا أن نرفضها أو نؤجلها.. فقط أمنحوا لحياتكم مساراً جديداً وشكلاً جديداً، وألوانكم لونا جديداً، فالتعبير يتطلب أشكالا من التغيير لمجاراة ثورة التقدم والتطور، ولعلني لست مغالياً إن قلت ابتعدوا عن مراسمكم ولو لفترة وانطلقوا من جديد بأدوات جديدة وفكر جديد واتخذوا الطبيعة مرسما حرا لكم لتشكيل إبداعاتكم وجنونكم.. أخيراً.. "الأشياء لا تتغير؛ نحن الذين نتغير".