لا يجرؤ المتشائم الإقدام على أي أمر، ولا يملك سوى التذمر والتردد والانزواء عن أعين الناجحين!! تجده يقدم رجلا ويؤخر الأخرى.لا يثق بالنتائج، لأنه لا يثق بنفسه، ولأنه – والعياذ بالله – لا يثق بالله!! لا يخرج إلى العالم ، ولا يتنفس الهواء الذي يتنفسه الآخرون، منغلق، يخشى المفاجآت دوما ، ولا يتوقع المسرات أبدا، يرتاب فيمن حوله، يخاف من الحلول بمقدار خوفه من المشكلات! يرمي بأخطائه وعجزه على الآخرين، يجيد جميع أنواع الحيل النفسية للهروب من العمل والناس؟!! هو موجود بينا. يسمع من المتفائلين عبارات عديدة مثل: إذا اشتد الحبل انقطع، وإذا أظلم الليل انقشع، وإذا ضاق الأمر اتسع. فلا تعني له هذه الكلمات شيئا؛ بل يعتبرها شعارات جوفاء. تريه الورود والزهور فيريك شوكها!! تفرح بشروق الشمس فيشكو من حرارتها!! تشير إلى القمر فلا يرى إلا أصبعك!! كل حقيقة نراها يعتبرها سرابا!!! لا يستطيع هذا الشخص مهما أوتي من قدرات الصعود للأعلى. التوجس والقلق والخوف من خط النهاية يعجل بتعثره وتوقفه. لا يستطيع الصعود ما لم يلق الأثقال عن كاهله. إن أردت النجاح سواء كنت متفائلا أو متشائما فلن يقف في طريقك سوى شخص واحد هو ( أنت )!! لا تقف مكتوف الأيدي، وأقبل على الفرص بعزيمة وهمة. تخلص من خوفك وثق بأنك لو أردت شيئا فستتكاتف وتتضافر جميع الظروف ليتحقق لك. نهانا ديننا عن توقع الشر والضرر والبؤس،لأن البلاء مستجلب بالمنطق. ولكن من جانب آخر فقد تلقينا من القرآن الكريم دعوات عديدة ودروس مكررة لضرورة النظر للجانب المضيء للقمر، وللتأكيد على أن ما نريده سيقع بإذن الله. ألم نقرأ في مدارسنا الآيات التالية:(عسى الله أن يأتيني بهم جميعا) (كلا إن ربي معي سيهدين)،(لا تحزن إن الله معنا). ألم نكتب هذا الحديث على جدران قلوبنا وغرفنا:(أنا عند ظن عبدي بي...) لا نريد للمتشائم أن ينضم دون أن يشعر لزمرة الحاسدين. لأنه ولبؤسه يرى دوما الفقر بين عينيه؛ فيحسد الأثرياء على ثرائهم، ويشكك في كيفية حصولهم على أموالهم، ولا يعلم أن أفقر الناس من عاش بلا أمل وبلا عمل. لو تعلم التفاؤل لعلم أن النهوض بعد السقوط؛ كالصحو بعد النوم، يجعل المرء أكثر نشاطا. سمعت أحد المفكرين يقول لأحد المتشائمين الحاقدين على واقعهم والظانين بالأثرياء والعلماء والمفكرين ظن السوء؛ سمعته يقول له: بينك وبين الأثرياء يوم واحد فقط!!! فالأمس لا تبقى لذته لديهم ولا يبقى بؤسه معك. وغدا ليس لهم ولا لك!! هم في يومهم هذا فقط يسعدون ويعيشون!!! فيوم واحد لا يستحق منك أن تتكدر وتتحسر وتحسدهم عليه. أنصف نفسك لينصفك الآخرون، تحرر من الخوف، وعش كما يجب أن تعيش، أفرغ قلبك من الأدران والأحقاد واملأه بالإيمان والحب. انظر إلى الأمام وتيقن بأن ما استطاع الآخرون تحقيقه؛ تستطيع أنت أيضا أن تحققه، حينها ستبدع وتصل لمرتبة الإحسان والإتقان. * تربوي ومدرب في التنمية البشرية