يعيش الإعلامي المصري عمرو أديب حالة من الفوضى والتناقض العملية والشخصية في داخله هذه الفترة بعد أن لمع اسمه في فضاء الإعلام العربي وتحديداً عبر برنامجه اليومي السابق «القاهرة اليوم» قبل توقفه في شبكة أوربت. عمرو أديب شخصية ذكية تستغل المواقف والظروف كسباً لصوت الشارع ومزيداً من تسليط الأضواء عليه وعلى أحاديثه وأقواله.. ولنعد قليلاً إلى الوراء فالجميع لا ينسى أنه كان من المتسببين الرئيسن في تأجيج الخلاف المصري الجزائري عقب أحداث مباراة المنتخبين في السودان وكيف أنه استغل ذلك الحدث الكروي ليطلق كلمات «سوقية» لا تليق بإعلامي، مُهاجماً الجزائريين من كل ناحية، وظهر بشكل مدافع عن كرامة الشعب المصري وسماحه بإطلاق العبارات النابية من ضيوفه بالبرنامج، ونجده في نهاية الأمر هو المستفيد من الجماهيرية والمتابعة بإثارته المصطنعة وارتدائه قناع الدفاع عن المصريين. ويبدو أن الشارع المصري فهم الأمر واللعبة الإعلامية التي كان يمارسها عمرو أديب عليهم طوال تلك الفترة فبعد ثورة شباب مصر في 25 يناير ظل عمرو أديب يهاجم ثورتهم بتصاريحه الاستفزازية وهو ما قوبل باستهجان منهم بعد أن تم طرده أمام الملأ في ميدان التحرير وانقلابه المتأخر بعد مرور أكثر من 13 يوما على الثورة ساعياً لكسب الرأي العام المصري بعد شعوره بقرب تغيير نظام مبارك ومحاولاً اللعب على وتر الشباب، فاتجه بعد طرده من الميدان للظهور المتكرر عبر الفضائيات المصرية الخاصة ومهاجمته للنظام السابق وهو ما يؤكد التهم التي طالته في السابق من عشقه لارتداء الأقنعة وبشكل متكرر وفقاً للظروف المحيطة دون قناعة شخصية. وترجمت تلك الفوضى الإعلامية والعملية التي يعيشها أديب مشاركته مؤخراً في لجنة تحكيم برنامج المنوعات والمواهب Arab›s Got Talent لتشكل مرحلة تحول وفوضى لإعلامي رسم في بداية مشواره مساراً لطرح القضايا الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية على المستوى المصري ونجح من خلالها، وفجأة تحول إلى مشارك ومحكم في برنامج مواهب شبابية وغنائية ليقيم فيها رقصات الهيب هوب. مُهمشاً ما بناه خلال مشواره الإعلامي خصوصاً وأنه بعيد عن برامج المنوعات والشباب والأغاني، وليؤكد بصنيع يده وفكره الفوضوي إخماده «شمعته» التي كانت «منوّره» سابقاً!.