يعتبر سوق تكنولوجيا المعلومات في المملكة العربية السعودية الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، حيث سجلت قيمته في عام 2010م حوالي 12,4 مليار سعودي، ويتوقع أن يواصل النمو ليصل بحلول عام 2014م إلى 17,25 مليار ريال سعودي. ولا زالت المملكة، بفضل الله ثم بالدعم السخي من الحكومة، تواصل تعزيز مكانتها كسوق استثمارية متميزة لمنتجات وخدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بالرغم من الانكماش الحاصل في الوقت الراهن للاقتصاد العالمي. إن ضخامة سوق تقنية المعلومات والاتصالات السعودي أوجد مساحة معتبرة من النواحي التشغيلية والفرص الوظيفية لكثير من الناس في الشركات المنفذة لمشاريع تقنية المعلومات والاتصالات. ولكن مما يؤلم - ويثير الغضب في بعض الأحيان - أن أغلب العاملين (إن لم يكن جلهم) في كثير من الشركات المنفذة لمشاريع تقنية المعلومات والاتصالات ليسوا من أبناء هذا الوطن!!! رغم أن كثيرا منهم حديثو التخرج وتنقصهم الخبرة الكافية في المجال الذي يعملون فيه. أنا هنا لست ضد توطين الخبرات والكفاءات بل أنا أحمل هم التوطين. لكن بشرط الكفاءة والخبرة لتبادل ونقل المعرفة. لقد مرت علي مشاريع (كمستشار) في جهات حكومية وقطاع خاص لا أكاد أرى شبابا سعوديا مع فريق الشركة المنفذة، بدءا من التسويق وانتهاء بالتنفيذ. وكانت الحجة التي تقال دوماً هي عدم توافر الكفاءات السعودية!!!!. إنني كأحد العاملين في قطاع التعليم العالي أستغرب هذا الافتراء والتجني على أبناء الوطن. إن هذا الافتراء يرد عليه المستوى الذي وصل له شبابنا في بعض الشركات الكبرى والدوائر الحكومية المتقدمة في اعتمادها على التقنية. هناك شباب كثر يحق للوطن أن يفتخر بهم وبإبداعاتهم وأجزم لهم بمستقبل باهر بإذن الله. كثير من الفنيين غير السعوديين العاملين في الشركات المنفذة الذين التقيت معهم في اجتماعات إدارة أحد المشاريع حديثي التخرج ولم يستطيعوا أداء مهام بسيطة أوكلت لهم – والسبب في ذلك يعود إما لنقص الخبرة أوعدم المقدرة!!!. التناقض والخلل هنا أن مرتباتهم رغم أنهم حديثو التخرج يقبل به الشاب السعودي ويقبل أقل منه علما بأن تأهيله أفضل من تأهيلهم!!! المصيبة أن أبناء هذا الوطن لا يمكن عرض هذه الوظائف عليهم من قبل الشركات إلا بمرور عدة مقابلات(تعجيزية في بعض الأحيان) وبعد الاجتياز لماراثون التوظيف يعرض عليه أقل من المعروض لغيره من غير السعوديين!!! لذا يضطر كثير من هؤلاء الكوادر المتميزة العمل بالقطاع الحكومي نتيجة تساوي المرتب وجهد أقل، والنتيجة وأد للكفاءات والمهارات الوطنية في وقت مبكر!!! . * أستاذ برمجيات حلول الأعمال المشارك- كلية علوم الحاسب والمعلومات مدير عام مشروع النظام المالي والإداري (مدار) جامعة الملك سعود