كشفت باحثة سعودية متخصصة في العلوم الاجتماعية ، عن ما توصلت إليه دراسة عشوائية أجريت أخيرا على نحو 700 سعودي من مختلف الفئات العمرية ، بوجود مستوى عال من المسؤولية الاجتماعية وعلاقة موجبة بينها وبين ومراقبة الذات. وقالت ل " الرياض " أميرة المطيري : يرتبط مفهوم المسؤولية الاجتماعية دائما بالشركات (الحكومية والخاصة) ومسؤولياتها تجاه موظفيها والمجتمع الذي تخدمه. لكن ماذا عن مسؤولية الفرد تجاه المجتمع؟ ومسؤولية المجتمع تجاه الفرد؟ أيضا فإن المفهوم نجده بممارسة الفرد لتصرفات تؤدي لإشباع حاجاته مع عدم حرمان الآخرين من فرص إشباع حاجاتهم ، كالأهل والأصدقاء والجيران والمجتمع وتقبله لنتائج هذه التصرفات. وأشارت الباحثة إلى أن المسؤولية الاجتماعية تتكون من ثلاثة عناصر هي: الاهتمام، وهو الارتباط العاطفي بالجماعة التي ينتمي لها الفرد ، والفهم ، وينقسم إلى شقين فهم الفرد للجماعة، وفهم الفرد للمغزى الاجتماعي لأفعاله. والعنصر الثالث هو اشتراك الفرد مع الآخرين في عمل ما يمليه الاهتمام ، وما يتطلبه الفهم من أعمال تساعد الجماعة في حل مشكلاتها ، والوصول لأهدافها والمحافظة على استمراريتها، لافته إلى أنها أصبحت للافراد ضرورة مجتمعية ، إلى جانب كونها ضرورة إنسانية انطلقت من مبدأ التكافل الاجتماعي والعمل الخيري والعمل التطوعي. وهنا أشير إلى التوجيه الرباني بالآية : ( وتعاونوا على البر والتقوى ) لهذا فإن تهاون الأفراد في تحمل المسؤولية يؤدي إلى اتساع الفجوة بين العلاقات الإنسانية ويمزق الروابط ويبرز أسباب التحطم في المجتمع. وخلصت المطيري ، إلى أن دور مؤسسات المجتمع المحلي والباحثين في مجال العمل الاجتماعي هام جداً لتعزيز المفهوم ونشر الوعي ليشمل الفرد والمجتمع ، حيث يتطلب تعلم المسؤولية الاجتماعية وقتاً طويلاً كما أن توفير البيئة المناسبة يساعد على تنمية المسؤولية الذاتية, لأنها حق للأفراد على المجتمع وحق للمجتمع على الأفراد.