* أول فاصل في تغطية أحداث تونس رأينا أكثر من مراسل غير تونسي في تغطية الأحداث وهذا له دور كبير في نقل نبض رجل الشارع بمصداقية وبعيداً عن الانحياز لطرف دون آخر أما في تغطية الأحداث في مصر فلم نرَ أي مراسل غير مصري وهذا الأمر له تأثير سلبي على المصداقية في نقل الأحداث حيث طغت العاطفة على المهنية, فالمراسل الذي ينتمي لدولة الحدث تتحكم به عواطفه, ولهذا الكثير مما كنا نسمعه كان عبارة عن آراء شخصية وهي ولا شك تؤثر في صحة نقل الخبر كما يجب, بل إن الأمر تطور بإحدى المراسلات عندما تم سؤالها عن الرد الرسمي على حدث من الأحداث قالت لم يصدر حتى الآن رد رسمي ولكنه سيكون كذا وكذا, باختصار منحت نفسها حق التعبير عن رأي الحكومة وهي مراسلة دورها ناقل للخبر أو الحدث, وهذه قمة التخبط. ولهذا نستغرب غياب وجود مراسلين عرب أو موفدين من القنوات لتغطية مثل هذا الحدث العربي الهام إلا إن كانوا يخشون على أنفسهم وتلك مصيبة أكبر, فالمراسل الممتاز يتواجد في الخطوط الأمامية في ساحات المعارك, فكيف غابوا عن تغطية حدث عربي بهذه الأهمية رغم أن وجود المخاطر بدرجاتها صفة ملازمة لأي إعلامي يحترف هذا العمل ويبحث عن أعلى درجات المهنية. في ظل هذا الغياب أصبح المشاهد ينتقل بين الجزيرة والعربية والبي بي سي العربية باحثاً عن تكوين صورة خاصة به لما يدور, والغريب أن الكثير من القنوات اعتبرت أن كل من يحمل جهاز تلفون محمولا ويستطيع أن يتصل بها مراسل, وعندما يتصل بهم يبادرون بعبارة هل لك أن تصف لنا ما يدور هناك فيبدأ بوصف انطباعاته الشخصية ولا بأس برصد رأي رجل الشارع ولكن مع وجود مراسل محترف يستطيع أن يوازن بين الآراء. أما على صعيد المنافسة فإن الضيف الذي يمدح القناة ويكيل التهم للأخرى مرحب به بل إن بعض القنوات ترى أن مصداقيتها في كثرة الاعتداءات على مراسليها وأصبحت (عاجل) تصاحب أي ملاسنة تقع بين المراسل وحشود المتظاهرين تحت عبارة (عاجل الاعتداء على مراسل أو مراسلة القناة). الإعلام تخصص ومهنية عالية فإذا غابا غابت المصداقية. * قبل أن نواصل الالتقاء بمعالي وزير الثقافة والإعلام للحديث عن هموم المنتجين حقٌ لكل منتج سواء كان عضواً في جمعية المنتجين السعوديين أم لم يكن, خاصة وأن الوزير لم يطلب أن يقتصر اللقاء على الأعضاء, فأنت لكي تكون منتجاً عليك الحصول على ترخيص من وزارة الثقافة والإعلام وحتى الآن لم يصدر إلزام لكي يكتمل الاعتراف بك أن تكون عضواً في جمعية المنتجين السعوديين التي يمكن أن تنتسب لها إن رأيت أنها تحقق طموحاتك وتعبر عن متطلباتك ولهذا لم يكن هنالك أي مبرر لاقتصار الحضور في اللقاء بمعالي الوزير على بعض أعضاء الجمعية دون غيرهم ممن يحملون تراخيص إعلامية ويزاولون المهنة, هذا إذا علمنا أن الوزارة هي التي استضافت الاجتماع في مركز الملك فهد الثقافي والذي يتسع للمئات ولم يكن في حاجة لاستضافة أسماء من خارج الوطن فنحن أكثر الناس معرفة بمشاكلنا وحلولنا. إن إقصاء الآخرين لا يعني النجاح ولكنه يعني أنك قد تفقد الكثير من الآراء وخصوصاً من ذوي الخبرة الذين غاب الكثير منهم عن هذا الاجتماع, وأرجو أن لا تفسر الأمور بغير معناها. على العموم عملاً بمقولة الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله النصر بمن حضر سنقول اللقاء بمن حضر والفائدة للكل ونحن ننتظر ماذا تحقق من هذا اللقاء وما الذي سيعود على الكل منه.