تعهد الجيش المصري امس بان يكفل تحقيق الإصلاحات التي وعد بها الرئيس حسني مبارك في خطوة لنزع فتيل الانتفاضة الشعبية لكن الكثير من المحتجين الغاضبين قالوا إن هذا لا يرقى الى حد تلبية مطلبهم الرئيسي وهو أن يتنحى الرئيس على الفور. واعتبرت هذه الضمانات محاولة من الجيش لتهدئة أسوأ أزمة في تاريخ مصر الحديث غير أنها مؤشر واضح على أنه يريد انسحاب المتظاهرين من الشوارع وإنهاء الثورة المستمرة منذ 18 يوما والتي عطلت عجلة الاقتصاد وهزت الشرق الأوسط.وتعهد المحتجون الغاضبون ممن يطالبون مبارك بالتنحي بالتحرك في مسيرة من ميدان التحرير بوسط القاهرة الى قصر الرئاسة امس مما يثير المخاوف من حدوث مواجهة بين الجيش والمتظاهرين. وقال أحد المحتجين بعد نقل محتوى بيان الجيش للمتظاهرين بميدان التحرير «هذا ليس مطلبنا. لدينا طلب واحد هو أن يتنحى مبارك.» وفي البيان رقم اثنين قال المجلس الاعلى للقوات المسلحة المصرية إنه يضمن «إنهاء حالة الطوارىء فور انتهاء الظروف الحالية» وهو الوعد الذي سيؤدي الى إلغاء قانون بدأ تطبيقه بعد تولي مبارك الرئاسة عقب اغتيال الرئيس السابق انور السادات عام 1981 ويقول المحتجون إنه استخدم لفترة طويلة لتضييق الخناق على المعارضة. مصري يتظاهر أمام القصر الرئاسي في القاهرة مرتدياً علم بلاده (رويترز) ووعد الجيش بضمان إجراء انتخابات حرة ونزيهة الى جانب التنازلات الأخرى التي قدمها مبارك للمحتجين والتي ما كانت لتخطر ببال أحد قبل تفجر ثورة 25 يناير كانون الثاني. وربما قتل 300 شخص منذ ذلك الحين. وتعهد الجيش بحماية حق المحتجين في التظاهر. غير أن طول مدة المواجهة قد يختبر تلك العزيمة اذ يحرص الكثير من المصريين على ان ينتهي تعطل عجلة الاقتصاد نتيجة الاحتجاجات بينما تحرص قيادة الجيش على إظهار قدرتها على فرض النظام. وقال وزير المالية سمير رضوان في مقابلة مع رويترز «القوات المسلحة هناك لحماية المتظاهرين ولحماية البلد لكن تم تسليم الصلاحيات ليس الى الجيش لكن الى نائب الرئيس» وذلك بعد أن ثارت مخاوف من أن يقرر الجيش حل الأزمة بالقيام بانقلاب عسكري. وأضاف «لا أحد يحب الحكم العسكري بكل تأكيد. أظهر جيشنا حتى الآن انه صمام الأمان لهذا البلد.» وتجمع عشرات الآلاف من المحتجين المناهضين لمبارك في ميدان التحرير قبل صلاة الجمعة في حين رابط الجنود في دبابات وعربات مدرعة في ما وصفه منظمون بأنه اكبر استعراض للغضب خلال 18 يوما من الاحتجاجات. وقال شاهد من رويترز إن عشرات المحتجين تجمعوا امام قصر الرئاسة في القاهرة امس ودعوا الى إسقاط النظام ولم يتدخل الجيش لتفريقهم. وتفصل الأسلاك الشائكة وست دبابات وعربات مدرعة بينهم وبين القصر. وهتف المحتجون الذين سمح لهم فيما يبدو بالاقتراب من القصر في مصر الجديدة «يسقط يسقط حسني مبارك» وتم وضع لافتة تحمل نفس الرسالة على الأسلاك الشائكة التي تغلق طريقا مؤديا للقصر. وقال عضو باحدى الحركات الشبابية التي تقف وراء الاحتجاجات إن المتظاهرين «سيسيطرون على القصر.» وقال احمد فاروق (27 عاما) ان حشود المصريين بعد صلاة الجمعة ستسيطر على قصر الرئاسة وأضاف ان الجيش وقف على الحياد ولم يؤذ المحتجين. جموع المتظاهرين في ميدان التحرير وسط القاهرة قبل صلاة الجمعة (الأوروبية)