اعتمد وزراء الصحة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي خلال مؤتمرهم السبعين في مستهل دورته السادسة والثلاثين الذي عقد يوم خميس (30 صفر 1432ه) في الدوحة بدولة قطر العديد من القرارات في مجال مكافحة التدخين كان اهمها الحظر الكلي لتداول السيجارة الالكترونية في دول مجلس التعاون وذلك تماشيا مع توجيهات منظمة الصحة العالمية والدراسات الحديثة لهذا المنتج الجديد لايصال النيكوتين للجسم وذلك لما تحويه السيجارة الالكترونية من اضرار صحية جسيمة لجميع مستخدميها . د. ماجد المنيف (الرياض) حاورت المشرف العام على برنامج مكافحة التدخين الدكتور ماجد بن عبدالله المنيف لتعريف القارئ بالاضرار الصحية الخطيرة للسيجارة الالكترونية : * متى ظهرت هذه السيجارة تحديداً؟ وكيف كان انتقالها للدول الأخرى؟وما هي مواصفاتها ؟ ومضارها ؟ - هذه التكنولوجيا التي استخدمها بعض الناس للأسف بشكل خاطئ وضار وسخروها في نشر سم النيكوتين بين أوساط الشباب بشكل مخيف جداً وتعرف باسم السيجارة الالكترونية والتي بدأت تغزو بعض المجتمعات فقد ظهرت حسب ما لدينا من معلومات قبل(4) أعوام في البلد المصنع لها (الصين) وانتقلت للبيع في عدد كبير من الدول وهي عبارة عن قطعة فولاذ مصممة على شكل السيجارة العادية وتحتوي على النيكوتين السائل بنسب تركيز مختلفة ومزودة ببطارية قابلة للشحن ولا يصدر عنها دخان وتعمل البطارية على تسخين سائل النيكوتين الممزوج ببعض العطور مما يسمح بانبعاث بخار يتم استنشاقه ليخزن في الرئتين حيث سبق وأن حذرت منظمة الصحة العالمية من مخاطر استعمال هذه السيجارة باعتبار ان "السائل الكيماوي" المُستخدم في السيجارة سام ويحمل العديد من المخاطر على صحة مستخدميها خلاف ما تحمله السيجارة الالكترونية للعديد من المخاطر حيث تعتبر أداة لنقل عدد من الالتهابات البكتيرية والفيروسية وذلك من خلال تناقل السيجارة الإلكترونية الواحدة بين أكثر من مدخن. السيجارة الالكترونية - كما انها مشجع قوي على الإدمان على النيكوتين وذلك لان كمية النيكوتين التي تستنشق غير محددة وهي مادة تسبب الإدمان بشدة مما يجعل التخلص من إدمان النيكوتين أمرا صعبا. - كما أن انتشار استعمال السيجارة الإلكترونية يوجد الاستعداد النفسي بين الشباب وصغار السن لاستخدام المخدرات حسب ما أثبتت العديد من الدراسات من زيادة نسبة مدمني المخدرات بين المدخنين من الشباب وصغار السن. كما أن مادة النيكوتين وهي سم عديم اللون عندما يكون نقياً ويصفر قليلاً عند تعرضه للهواء والنور ثم يصبح بنياً ويهدد صحة العديد من أعضاء الجسم ويؤثر على حيويتها ووظائفها فهو مادة مقبِّضة للشرايين مما يؤدي إلى تضيّق شرايين الدماغ والعين والأطراف وهو كابح لعمل هرمون الأنسولين مسببا ارتفاع سكر الدم ،وكابح أيضا لعمل هرمون الأنوثة الاستروجين مما يؤدي لجملة من الأضرار كاضطراب الدورة الشهرية وهشاشة العظام والوصول المبكر لسن اليأس عند المرأة. * ما الفرق بين إدمان السيجارة الالكترونية والسيجارة العادية؟ - حسب التقديرات ومن المتوقع أن يكون الإدمان على السيجارة الاليكترونية أشد من إدمان السيجارة العادية مما يجعل الشباب وكل من يستخدمها مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بها مما يجعلها سبباً في هدر طاقاته الصحية والذهنية والمادية، فالسيجارة الالكترونية مادة خطرة إذا ما تم العبث بها من قبل الأطفال مما قد يؤدي لحدوث التسمم الحاد بالنيكوتين والذي يؤدي للوفاة كما أنها وبما تحتويه من أنبوب يملأ بمادة النكوتين مرشحة بأن تكون وسيلة يستخدمها مدمنو المخدرات وذلك باستبدال مادة النيكوتين بمواد إدمانية أخرى مما يصعب كشفها في حالة أصبح استخدام هذه السيجارة أمرا شائعا في المجتمع. * ما دور وزارة الصحة إزاء مكافحة هذا الخطر الداهم؟ - لوزارة الصحة بالمملكة جهود واضحة وملموسة، فقد حذر برنامج مكافحة التدخين بوزارة الصحة من استخدام هذه السيجارة وخاطب بعض الجهات المعنية بعدم السماح بدخول المنتج علما بأن الفوائد المزعومة لهذه السيجارة والتي يتم الترويج لها عبر الوسائل الدعائية تنطوي على مغالطات علمية وتضليل واستخفاف بعقول المستهدفين خاصة الشباب وصغار السن حيث ورد في بعض إعلانات هذه السيجارة بأنها صحية بنسبة (100%) وهذا يتناقض مع ما هو معلوم من الأضرار الصحية الخطيرة للنيكوتين على متعاطيه والمخاطر الأخرى لهذا المنتج.