الساعة البيولوجية التي تنظم عمل الجسم ومختلف أعضائه وخلاياه ليلا ونهارا لها تنظيم دقيق وأهمية كبيرة. فالمصابون باضطرابات الساعة البيولوجية هم أكثر عرضة لاضطرابات عمليات الأيض ومنها مرض السكر وأمراض القلب والتحولات الورمية في الخلايا. وكان المختصون يعتقدون أن تنظيم الساعة البيولوجية يتم عن طريق جينات توجد داخل الحمض النووي وتنظيم هذا الأمر معقد جدا ويدل على عظمة الخالق سبحانه. ولكن بحثين جديدين نشرا هذا الشهر في المجلة المرموقة (نيتشر) قام بهما باحثون من جامعتي كامبريدج وادنبره وباحثون من فرنسا أظهرا أن تنظيم الساعة البيولوجية أكثر تعقيدا مما نظن. فقد أثبت الباحثون وجود إيقاع يومي تنظمه الساعة البيولوجية في كريات الدم الحمراء وهي خلايا لا يوجد بها حمض نووي، أي أن هناك آليات أخرى تنظم الساعة البيولوجية غير الحمض النووي. كما وجد الباحثون نفس الآلية في الطحالب وهي من أقدم الكائنات الحية التي يتوقع العلماء أن توجد منذ ملايين السنين أي أن الساعة البيولوجية مهمة لبقاء مختلف الكائنات الحية. الاكتشاف الجديد يفتح للباحثين طريقا لفهم آلية عمل الساعة البيولوجية ومن ثم القدرة على علاج اضطراباتها والوقاية من المضاعفات التي تصاحب هذه الاضطرابات وقد تساعدنا على تخفيف معانات بعض الأعمال التي تؤدي لاضطرابات الساعة البيولوجية مثل الأعمال التي تعتمد على نظام الورديات (الشفت).