تتواصل فعاليات مهرجان الرياض للمأكولات طيلة هذا الأسبوع في نخبة من فنادق مدينة الرياض، حيث أعدت هذه الفنادق لهذه الفعاليات تشكيلة عناصر متكاملة تخاطب حواس البصر والسمع باللوحات والمشغولات الفنية المتنوعة وبمقطوعات موسيقية تحكي ثقافة مطابخ الدول التي تمثلها تماما، كما تخاطب حاسة التذوق من خلال مطعمها الشهير، ومثل فندق هوليدي ان الازدهار في نسخة مصغرة من المغرب التي حضرت بكامل زينتها عبر الفن المغربي فيما يشبه الكرنفال الثقافي في بهو الفندق، فبمجرد دخول الزائر سيجد نفسه فيما يشبه "البازار" أو المعرض التراثي والفني يقدم منتجات منوعة بين الملابس التقليدية والتحف وآنية الفخار والحجارة الكريمة والاكسسوارات والمستحضرات الطبيعية وغيرها، وصولا إلى مدخل المطعم، حيث يكون الاستقبال والترحيب بالأجواء التراثية وبالشاي المغربي المعروف، قبل أن يدخل الزائر ليتعرف على أطباق المائدة المغربية والوجبات الرئيسية المعروفة بالطواجن والمعروضة على الأواني الفخارية بطريقة تجعلها محافظة على نكهتها الطبيعية وقيمتها الغذائية والصحية، في حين تشكل السجادات المعلقة والتحف والديكور العام جوا مغربيا خالصا يتسيد موقفه اللونان الأحمر والأخضر، ويقوم فريق الضيافة بعمله وهو يرتدي الزي المغربي التقليدي بطابعه الفضفاض وقبعاته المميزة. العشرات من مختلف الأعمار توافدوا على الفندق منذ أن تم افتتاح الفعاليات بحضور السفير المغربي لدى المملكة وعدد من أفراد البعثة الدبلوماسية في الرابع من فبراير، وعد الزوار اليوم المغربي أكثر النماذج اكتمالا من حيث تهيئة البيئة المكانية والنشاط الثقافي المصاحب، فقد وجد الجمهور نفسه أمام فرصة جميلة ليس فقط لتناول عشاء مميز وإنما للقيام بجولة تسوقية نوعية والحصول على عدد من المقتنيات الجميلة التي تعكس ثقافة وتراث الشعب المغربي. مهند درويش مدير الحفلات بالمطعم قال ان ردود الفعل التي سجلها المهرجان في نموذجه المغربي كانت جميلة ويمكن لمسها بوضوح على الزوار لا سيما في ظل التنوع الذي حرص المطبخ على تقديمه بعد أن استقدم خصيصا لهذه المناسبة عددا من الطهاة المتخصصين في المأكولات المغربية، يقدم بعضهم فقرات الطهي المباشر أمام الزوار، مضيفا أن هذا النوع من الطعام يحظى بإعجاب الجمهور السعودي من الشباب والعائلات، وأن تقديمه على شكله التقليدي الأصيل يزيد من متعة تجربته. ولأن أسلوب تقديم وتحضير الطعام جزء من الثقافة، فإن تنوع وثراء الثقافة المغربية ينعكس بشكل واضح على مطعمها الذي قدم في مهرجان المأكولات جوانب من أطباقه التي لم يتذوقها الجمهور من قبل، وهو ما يؤكده الطاهي في الفندق بول كفوري أن الأطباق الساخنة تتجاوز الخمسة عشر صنفاً ويصل عدد السلطات إلى 18 نوعاً والحلويات حوالي 14 نوعاً، بقي أن نقول ان الطعام المغربي لا يتميز بمذاق جميل فقط ولكنه كذلك صديق للبيئة الصحية نظرا لقلة الدهون التي يحتويها وكذلك قلة اعتماده على أسلوب القلي في التحضير.