إذا كان البعض قد استفاد من الانترنت كخطوة لاحقة لتجارته على أرض الواقع فإن البعض الآخر استمد من تجربته الالكترونية حافزاً لعمل مشروعه الخاص على الأرض وفي الأسواق، من هؤلاء "فيصل عبد الله الجنيدل" -35 عاماً- أحد هواة بيع وجمع التراث وصاحب موقع: هوايات عربية www.hobby4arab.com . وعن موقعه وبداياته والمشاكل التي واجهته وأمنياته يقول: "تخرجتُ من معهد الدراسات الفنية بالظهران التابع للقوات الجوية الملكية، هاويا للتراث منذ صغري بدعم من جدي -رحمهُ الله-، مضيفاً أن الهواية كانت في البداية بسيطة ودون أن أملك مالا لشراء التراث، فقد كنت أعتمد على نفسي في الحصول على التراث بجمع مصروفي، ومن ثم شراء ما أستطيع شراءه من الأدوات والمنتجات القديمة، مشيراً إلى أن لديه العديد من الهوايات التي يهتم بها مثل - العملات الطوابع-، فهو عضو في الجمعية السعودية لهواة الطوابع، كذلك من هواياته السفر والرحلات والرياضة عموماً، وله عدة محاولات في التصوير والشعر والكتابة، هذا عدا حبه للكمبيوتر و"الانترنت"، مما حدا به إلى تصميم موقع اجتماعي خدمي يهدف إلى تنمية المهارات والهوايات لدى المجتمع، كما تم افتتاح أقسام جديدة فيه لبيع وشراء التحف والتراث، ذاكراً أن الموقع مضى عليه ما يقارب الخمس سنوات، والأعضاء ما يقارب ال 9000 عضو بفضل الله. و أوضح "الجنيدل" بأنه بعد عدة سنوات أشغلته الدراسة عن التراث والهوايات، ولكنها بقيت في قلبه، فعندما يسافر لابد أن يذهب أولاً إلى الأماكن القديمة أو الشعبية، والتي بدورها تعيدنا إلى الماضي، وتعرفنا بحضارة وماضي تلك الدول، فهي أكبر معبر عن ماضيها وتختصر الكثير من المسافات والأحاديث. كما أشار "الجنيدل" إلى أهمية "مهرجان الجنادرية" في تأصيل التراث والمحافظة عليه، وتعريف الأجيال بتاريخ وماضي الآباء والأجداد العريق قائلاً: لقد استفدت كثيراً من هذا المهرجان وعملت علاقات عديدة مع المسؤولين هناك؛ لأنهم يرون اهتمامي الكبير بالتراث وأسئلتي الكثيرة لهم، فدائماً أحب أن أذهب إلى المهرجان عدة مرات، وفي كل مره أذهب بها لوحدي ليتسنى لي أن أمكث فيها أكبر وقت ممكن للاطلاع على تراث مناطقنا المختلفة والمتعددة، مضيفاً: "مما أفادني أيضا سوق الديرة -الزل- في الرياض، فقد كنت أتردد إليه كثيرا خصوصاً في الآونة الأخيرة. ويصل "الجنيدل" إلى مشروعه "الأرضي" قائلاً: جائتني فكرة افتتاح متحف مصغر في البيت يضم الكثير من التراث وخصوصاً الذي أذكره في صغري مثل الألعاب القديمة والكتب والدفاتر المدرسية والمواد الغذائية وغيرها من التراث، بعدها جاءت فكرة إنشاء محل في الرياض ب"سوق الزل" باسم هوايات عربية، متخصص في تنمية الهوايات، فتجد فيه التراث وتجد فيه العملات والطوابع والكتب، وغيرها من النوادر التي يهتم بها الهواة.