إلى ولدي وفلذة كبدي وريحانة روحي فهد.. ابني قد فارقت الحياة وفارقت أهلك واخوانك وأحبابك هكذا تكون الخطوب وبهذا الهموم تفري القلوب، فويل للزمن الذي فجع الأب بهذا المصاب.. فامطري يا عين بدل الدموع دماء واكثري على هذا الفقيد حزناً وبكاء وإذ كان من أجل الناس اعتباراً وأعظمهم أدباً وأكرمهم خلقاً وأحسنهم لطفاً، ولكن الأجل جاء في ساعة لم أترقبها، فأجاني النعي الأليم والخطب الجسيم الذي فتت الأكباد وأذاب الأجساد وسود وجوه المكارم والمعالي وصور الأيام في صور الليالي وغادر المجد لابساً حداده والعدل باكياً عماده فبفراقك فرقت بين أنسي ونفسي بل وبين روحي وجسمي لذا أشكو من ألم الفراق الذي لا يشعر به إلاّ من ذاق حلو أنسك في حياتك وعرف مقدار نفسك وشاهد جمال لطفك حيث أودع الله في شخصك نوراً لعيني وفي حديثك سروراً لفؤادي وفي صفاتك ترويحاً لروحي وفي كرم خلقك تفريحاً لنفسي فعندي لك من المحبة والتلهف ما لا يصفه الواصفون ولا يعبر عن حقيقته العارفون. وأخيراً تركتني لا أفرق بين ليلي ونهاري.. أي.. وربي ان شوقي إليك شوق الظمآن إلى برد الشراب وحنيني لك حنين الشيخ إلى زمن الشباب وكلما تخطر ببالي في أي وقت من الأوقات يمثل لي التذكر بك فلو كان لليالي لسان ينطق أو قلم يكتب لنطق اللسان وجرى القلم بما لليلة ولادتك من جليل الأنس وتمام السرور مما لم تبلغه ليلة قبلها فلا عجب ان أتذكرك دائماً كلما ادلهمت من حولي المصائب وتكاثفت المتاعب وإني ابتهل إلى الرحمن الرحيم الذي يحيي العظام وهي رميم وأرفع كف الضراعة ان يتولاك بالرحمة ويغفر لك ما تقدم من ذنوبك وما تأخر إنه سميع مجيب. والدك الذي يتألم لفراقك،،، والدك