روى فلسطينيون فروا قبل عدة أيام من السجون المصرية وسط الاضطرابات التي تهز البلاد، تفاصيل تمكنهم من العودة الى غزة رغم وجود العديد من الحواجز الامنية على الطرقات. وقال المعتصم بالله القوقا (30 عاما) الذي وصل الاحد الى منزله في مخيم الشاطئ (غرب غزة) للصحافيين "تمكنا من الهرب بمساعدة أشقائنا المصريين من أهالي معتقلي سجن ابو زعبل، وخرجنا من المنطقة المحيطة بالسجن رغم الظروف الامنية الصعبة وحشود الجيش المصري". وتابع القوقا المنتمي الى حركة المقاومة الاسلامية (حماس) "تفاجأنا أثناء رحلة العودة لغزة بوجود مكثف للجيش المصري ونصب حواجز كثيرة على المفترقات الرئيسية في المدن المصرية المحاذية للقطاع". واضاف انه فر مع سبعة سجناء فلسطينيين اخرين. وقال "تمكنت من الوصول لمكان قريب من غزة ولم يتمكن الاربعة الاخرون الذين كانوا في السيارة التي امامنا من الوصول لنفس المكان"، مشيرا الى انه قطع مسافة 8 كيلومترات مشيا على الاقدام قبل وصوله مدينة رفح المصرية. وذكر ان القوات المصرية اعتقلته في 18 ايلول/سبتمبر 2004 واتهمته ب"الانتماء الى تنظيم سياسي ارهابي". وقال "بعد التحقيق معنا وتعذيبنا، تم نقلنا مباشرة من مراكز التحقيق الى سجن ابو زعبل بمنطقة القليوبية شمال القاهرة. عشت فترة طويلة داخل عنبر خاص بالمعتقلين السياسيين". ووصف القوقا كيف بدأت عملية خروجه من السجن وقال "بدأت حشود المصريين تتوافد على بوابات السجن مع صبيحة يوم السبت، وحراس المعتقل تعاملوا بقسوة مع الاهالي المطالبين بالافراج عن ابنائهم". وقال انه سمع اصوات اهالي المعتقلين الثائرين وأصوات طلقات نارية من بنادق عناصر الامن. واوضح ان الاهالي استطاعوا بعد ساعات من هجومهم على السجن هدم احد جدرانه الامامية, ما ساهم في هروب عدد كبير من المعتقلين المتهمين في قضايا جنائية وأخرى امنية، وكذلك معتقلين على خلفيات سياسية. وقال "شاهدت اعدادا كبيرة من الضحايا مضرجين بدمائهم على ابواب السجن نتيجة اطلاق حراس السجن للنار العشوائي على المعتقلين، وخرجنا من المعتقل باعجوبة ومن بين وابل الطلقات النارية". واضاف "لكن بعدما شاهد عناصر امن ابو زعبل اعدادا هائلة من اهالي المعتقلين يهاجمون السجن، فروا وتركوا المعتقل فارغا ما ساعد في هروب عدد كبير من معتقلي السجن المقدر عددهم باكثر من 3 آلاف سجين". من جهته قال حسان وشاح (27 عاما) وهو من مخيم البريج وينتمي الى جماعة "جيش الاسلام"، انه وصل الى غزة بعدما تمكن الفرار مع رفاقه. واضاف وشاح "اعتقلت في مدينة رفح المصرية من قبل قوات الامن المصري في تشرين الاول/اكتوبر 2007 عندما كنت في طريقي لتنفيذ عملية في الكيان الصهيوني". واضاف "وجهت لي تهمة بحيازة متفجرات وحكمت علي محكمة عسكرية مصرية بالسجن عشر سنوات". واضاف وشاح "طوال فترة اعتقالي كنت في سجن ابو زعبل مع الجنائيين. والسبت الماضي كنا نتابع التلفزيون عندما وقعت الاحداث في مصر فحدثت فوضى في السجن وبدأ السجناء بتكسير السجن وحدثت حالة هيجان داخل السجن وكان حرس السجن خارج السجن". واوضح ان اهالي المعتقلين من الخارج "اشتبكوا مع الامن بالاسلحة كما اشتبك السجناء مع الحراس من الداخل بالحجارة ما ادى الى مقتل عدد من الاهالي والسجناء وتمكنا من الهرب". واضاف "بعد هروبي من السجن وجدت احد السجناء من العريش واصطحبني معه الى العريش كنت انا وهو فقط حيث كنت اول من وصل غزة فجر السبت ولم اشاهد اي تواجد عسكري مصري ولم تعترضنا اي حواجز ولم يكن الجيش انتشر".