منذ فترة طويلة من الزمن والمنتخب السعودي لكرة القدم يقدم مستويات هزيلة، أصبح "الأخضر السعودي" بلا هوية نتيجة العديد من الأخطاء التي عصفت به وصدمت المتابعين والنقاد على الرغم من ترشيح المنتخب السعودي الذي كان حاضرا على مدار سنوات عديدة في النهائيات الماضية باستثناء عام 2004 ومن هذه الأخطاء على سبيل المثال عدم احترام الخصم ومع الاسف ان الحال وصل بنا إلى انتقاص المنتخب الهندي فضلا عن الاختيار غير الصحيح للاعبين من قبل القائمين على المنتخب، فاللاعب الجاهز في ناديه من خلال التمثيل في المباريات في البطولات المحلية هو الأجدر بتمثيل المنتخب، ولاننسى التخبطات الفنية من قبل الجهاز الفني واشراك اللاعبين في غير مراكزهم ، وقتل مواهبم داخل أرضية الملعب. عدم تطبيق الاحتراف التطبيق الصحيح للاعبين والاكتفاء بتضخيم المبالغ المالية للعقود، وعدم تطوير المستوى بخلاف اللاعب الأجنبي، وزد على ذلك كثرة البطولات المحلية، والتي كثيرا ما تكون سلبية على أداء اللاعبين من خلال تداخلها، وكثرة التوقفات لبطولة الدوري التي تعتبر البطولة المهمة لبناء المنتخب الوطني من خلال ما يقدمه اللاعبون من عطاء داخل الملعب. * بطولة الدوري كثيرا ما نوهم الأنفس بأنها أقوى بطولة عربية على المستوى العربي، فأقوى دوري يجلب البطولات ليس على المستوى العربي بل على المستوى العالمي، وخذوا على سبيل المثال الدوري الأسباني الذي أصبح أقوى دوري على المستوى العالمي هذا الدوري الذي حصدت من خلاله أسبانيا بطولة الأمم الأوروبية، وبطولة كأس العالم بعد عمل جاد وعناء دام قرابة الأربعين عاما نظير التطبيق الصحيح لمعنى الاحتراف. ولاننسى عدم خصخصة الأندية التي لن يتطور الاحتراف إلا بها بعيدا عن فتات الأعضاء، وفكر اللاعب السعودي الاحترافي ضعيف وفكره محدود عكس اللاعب الأجنبي الذي يطمح في تطوير مستواه ، وتأمين مستقبله، وكثرة المعسكرات بالنسبة للمنتخب الوطني التي تسبق البطولات بخلاف المنتخبات الأجنبية الأخرى التي لا نرى تجمع لاعبيها إلا قبل البطولة بأيام، بل بعض اللاعبين يلتحق بمنتخب بلاده أثناء سير البطولة مما يدل على جاهزية اللاعب. ولايمكن تجاهل التغذية غير المناسبة للاعبين حتى أثناء معسكرات المنتخب، وخذوا على سبيل المثال معسكر المنتخب السعودي الاعدادي للبطولة الآسيوية، والذي شهد المأدبة الدسمة التي أقامها فيصل عبدالهادي، ففي هذه المرحلة يحتاج المنتخب لبرنامج إعدادي غذائي صحيح بعيدا عن تلك الوجبات الدسمة التي قد تضر بإعداد الفريق ، ومع ذلك تستمر أما المشكلة الأهم وهي التعصب الأعمى للأندية على حساب المصلحة الوطنية من قبل رؤساء الأندية والإعلام بشقيه المرئي والمقروء من خلال التشكيك في تشكيلة اللاعبين المنضمين للمنتخب. أخيرا إقالة المدرب البرتغالي بيسيرو التي كان من الأولى أن تكون بعد البطولة مهما كانت الظروف، ومن هذا المنطلق فإن الحديث عن الأخفاقات السابقة للمنتخب السعودي في المشاركات الخارجية، وانتقادها على مدى طويل لن يجدي نفعا كونها مرحلة انتقالية قد أنتهت وولت، وبذلك علينا من الآن وصاعدا العمل الجاد من أجل تصحيح تلك الأخطاء.