ما حجم المساحة أو الفرصة التي يتحرك من خلالها كل منتخب خليجي أو عربي لكي يتفوق على منتخبات مثل اليابان وكوريا الجنوبية واستراليا وأوزبكستان؟ أطرح هذا السؤال بمناسبة تنافس كل منتخبات قارة آسيا على أربعة مقاعد ونصف في التصفيات القادمة لكأس العالم 2014في البرازيل، والمعروف أن كل هذه المنتخبات تستعد لهذه التصفيات بشكل أفضل وأكثر حماساً واهتماماً من أي بطولة أخرى وقد اتضح من خلال نتائج كأس آسيا الأخيرة إن الفوارق الفنية والإدارية التي تفصل مابين كل منتخبات القارة ومنتخبات اليابان وكوريا الجنوبية واستراليا كثيرة وكبيرة ولا مجال للتقارب أو المقارنة وذلك لعدة أسباب منها وفرة النجوم والاحتراف الحقيقي وثقافة الفوز والخسارة واحترام المنافس وهذا ما اتضحت من خلال ما قام به الظهير الأيمن لمنتخب كوريا الجنوبية "كادوري" عندما ابعد الكرة إلي خارج الملعب بعد أن سقط لاعب المنتخب الياباني في آخر دقائق المباراة على ارض الملعب والمنتخب الكوري متأخر في النتيجة ويحتاج إلي تسجيل هدف لتحقيق التعادل والعودة لأجواء اللقاء , كما كان لتبادل التحية التي كانت بين منتخب استراليا وجمهوره بعد انتهاء المباراة النهائية وخسارة الكأس لدليل واضح على عمق العلاقة وعلى معرفة معنى التشجيع والوقوف مع المنتخب في كل الأحوال , وهو نفس الدافع الذي جعل من المنتخب الكوري يلعب مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع بطريقة توحي وكأن الفريق لم يخسر مباراة التأهل واللعب على النهائي ولم ينهار فنيا أو معنويا كما يحدث مع منتخباتنا الخليجية والعربية. حدث أثناء مباريات كأس آسيا الكثير من الأفكار الجديدة والأمور الفنية التي تؤكد على ارتفاع المستوى الفني لدى اغلب المنتخبات وتدل على تطور عقلية اللاعب الآسيوي ومدى تقليده ومحاكاته لنجوم الكرة في كل أنحاء العالم وقد حصل لاعب المنتخب الياباني "هوندا "على جائزة أفضل لاعب في البطولة وهو بلا شك لاعب مميز وصاحب شخصية ثابتة في كل المباريات ويعتبر من أهم الركائز التي يعتمد عليها المدرب الايطالي "زاكاروني" واعتقد أن هذا الاختيار غير عادل بشكل كامل وغير منصف لأكثر من لاعب ظهر بشكل لافت ومؤثر على نتائج المباريات وتحديد نسب السيطرة وتطبيق التكتيك والتعاون مع جميع أفراد الفريق بطريقة تدل على نكران الذات والاستمتاع بالعب بدون استهتار أو إيذاء للمنافس ,وقد يكون احمدوف المدافع بمنتخب أوزبكستان واحد من أفضل نجوم هذه البطولة وأكثرهم اختلاف من حيث طريقة اللعب والتنقل بين الخانات وتسجيل الأهداف والربط بين خطوط الفريق بطريقة تتشابه مع ما يفعله "هاسيبي " لاعب المحور في منتخب اليابان ,كما يعتبر "ناغاتومو" الظهير الأيسر في منتخب اليابان جبهة مستقلة ومتكاملة من حيث التغطية والياقة البدنية العالية وإيجاد الحلول والتسديد على المرمى والإصرار على تحقيق الفوز وصنع الأهداف من أول مباراة في البطولة وحتى آخر كرة قام بعكسها للاعب البديل في اللقاء النهائي أمام المنتخب الاسترالي واستطاع من خلالها تسجيل هدف الفوز وتحقيق اللقب والحقيقة أن التنافس على مقاعد قارة آسيا والتأهل لكأس العالم أصبح أمراً صعباً ويحتاج إلى الكثير من العمل الفردي والجماعي وهذا ما تحتاجه كل المنتخبات الخليجية والعربية في قارة آسيا وخصوصا منتخبنا الذي نأمل أن يعود كما كان وافضل .