قال الوزير السابق عضو الكنيست من حزب العمل بنيامين بن اليعزر ان مصر هي أهم دولة بالنسبة لإسرائيل وأن أي نظام جديد سيتولى الحكم فيها في حال تنحي الرئيس حسني مبارك سوف يحترم معاهدة كامب ديفيد وذلك باستثناء حالة واحدة وهي تولي الأخوان المسلمين للحكم. وقال بن اليعيزر، الذي يعتبر أكثر شخصية إسرائيلية مقربة من مبارك، لصحيفة "هآرتس" أمس إن "مصر هي الدولة الأهم بالنسبة لإسرائيل من كافة النواحي والاعتبارات ويجب أن نتذكر أنها الدولة التي لديها أكبر جيش وكانت ولا تزال عامل توازن وتهدئة في المنطقة وهي مركز وأساس الاستقرار في الشرق الأوسط". وأضاف "أنا لست قلقا على اتفاق السلام وفي تقديري أن أي أحد سيحل مكان مبارك، باستثناء الأخوان المسلمين، سوف يحترم اتفاق السلام لأن هذه مصلحة مصرية". وقال بن اليعزر أنه فوجئ من الانتفاضة الشعبية في مصر "وفوجئت من قوة الاحتجاجات وتواصلها، وأنا ملتصق بالتلفاز وأشاهد التقارير في جميع شبكات التلفزيون التي يمكنني مشاهدتها وشعوري هو أن هذا تطور مقلق للغاية". وكان بن اليعزر رافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في زيارته إلى مصر ولقائه مع مبارك قبل أسبوعين وأكد أنه لم يلحظ أن الرئيس المصري قلق "إطلاقا". لكن بن اليعزر أضاف "خلال محادثاتي مع المصريين في الفترة الأخيرة خرجت بشعور بأنهم يتوقعون شيئا ما، لكن بالتأكيد ليس بهذا الحجم ودليل على ذلك هو (العدد القليل) قوات الشرطة التي كانت منتشرة في الدولة". وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت الهبة الشعبية ستؤدي إلى نهاية حكم مبارك قال بن اليعزر إن "الحديث يدور هنا عن جيش مخلص بشكل مطلق للرئيس ولا يمكن أن يحدث أي انقلاب من دون القيادة العسكرية، ورئيس أركان الجيش المصري نما في ظل مبارك وقيادة الجيش ورئيس الاستخبارات (عمر سليمان) هم معه مائة بالمائة، والسؤال هو كم من الوقت سيستمر هذا". وأضاف أن الانتفاضة الشعبية في مصر "ليست انقلابا إسلاميا وإنما ثورة جاءت من أسفل نتيجة لواقع اجتماعي صعب للغاية استمر سنوات طويلة... وثمة أمر واحد واضح وهو أن تعيين الابن جمال مبارك أصبح مشكوكا فيه وإذا اضطر مبارك إلى التنحي فإن من سيخلفه سيكون أحد قادة الجيش". ورأى "وجود مشكلة في تأثير الانتفاضة في مصر على المنطقة، وإذا استمرت هناك عملية دومينو وجرت انقلابات أخرى في دول عربية فإننا سنواجه وضعا غير بسيط وقد خشيت من هذا طوال الوقت عندما تحدثت عن واقع شرق أوسطي جديد". وشدد على أنه لا يتعين على (إسرائيل) الآن القيام بأية خطوات "فهذه قضية مصرية داخلية ويجب الانتظار ومتابعة التطورات". واضاف بن اليعزر انه "بالمفهوم الأوسع فإنه على القيادة الإسرائيلية أن تجلس وتجري حسابا للذات فقد كانت هذه (الانتفاضة ) إشارة تحذير، وعلى ما يبدو فإننا سنجد أنفسنا في واقع شرق أوسطي جديد تماما، وأكثر عنفا وعدوانية وآمل ألا يكون أكثر إسلامية".-على حد تعبيره- ولفت إلى "أننا لا نعيش في فراغ وعلى القيادة الإسرائيلية أن تتعلم من ذلك درسا واحدا وهو إلى أي حد عاجل ومصيري دفع العملية السياسية، فالجمود كارثة وآمل ألا أكون صادقا، لكن الزمن يعمل ضد مصلحتنا ولا شك في أننا نقف أمام عهد جديد في الشرق الأوسط". واضاف "ما زال مبكرا نعي حكم مبارك لكن الانتفاضة بحد ذاتها لا تبشر بالاستقرار وأي تغيير في الشرق الأوسط ليس في صالحنا، وقد نسبت ذلك للبرنامج النووي الإيراني لكن يتبين اليوم أنه يوجد عامل آخر مرتبط بالوضع الاقتصادي – الاجتماعي الصعب في كافة الدول العربية".