" لا تمرض إلا يوم الثلاثاء " هذا هو الواقع في قرية "عرعر"التابعة لمحافظة العلا في منطقة المدينةالمنورة، فمنذ عام 1407 وإنشاء مركز صحي لها أمر بات شبه منته خاصة وأن مدير القطاع الصحي بمحافظة العلا آنذاك قد أعلن لشيخ تلك القرية عيد بن فالح الزبني "رحمه الله " الذي وافته المنية قبل تحقق حلمه بخدمة أهالي القرية والهجر التابعة لها بإنشاء مركز يعالج مرضاهم، أعلن له موافقة مدير إدارة المراكز الصحية بمنطقة المدينةالمنورة في عام 1408 على إحداث المركز الصحي وأفاده بخطاب تحتفظ الرياض بنسخة منه بأنه رفع الطلب للوزارة لإدراجه ضمن خطتها. ويبدو أنّ 25 سنة مضت دون إقرار وزارة الصحة لإنشاء هذا المركز الصحي ولم ينكر " مرزوق الزبني الذي خلف والده في قرية عرعر "في حديث ل " الرياض" جهود مجلس المنطقة الذي وافق بل وشدد في جلسته الرابعة ضمن دورته الثالثة المنعقدة في الثالث والعشرين من شهر ذي الحجة عام 1429 على إحداث المركز. وأشار الزبني إلى توجيه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينةالمنورة، لمدير عام الشؤون الصحية بالمنطقة بسرعة إنشاء هذا المركز. ويؤكد الزبني أن والده "رحمه الله " قد تبرع بمبنى وسيارة إسعاف وهو على طريق والده وقال أنه وقع مع الشؤون الصحية ملكية المبنى حتى استلامهم للمبنى الذي اعتمدت له أرض حكومية في مخطط القرية الجديد. وأشار مرزوق الزبني إلى أن القطاع الصحي في العلا الذي له جهود جبارة ومتواصلة لإحداث المركز قد تكفل بإرسال ( طبيب وممرضة ) كل ثلاثاء منذ نحو 7 سنوات. وتمنى الزبني عبر " الرياض" من وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة التفاعل مع حاجة المواطنين وتحقيق توازن التنمية بين مناطق المملكة ومحافظاتها ومراكزها وقراها وهجرها المختلفة. وطالب الزبني من هيئة الهلال الأحمر السعودي تنفيذ توصية المجلس البلدي بضرورة استحداث مركز له بقرية "عرعر" نظرا للضغط المتواصل عليه وكثرة الحوادث فيه نتيجة دوره الحيوي بالإضافة إلى انتشار الإبل السائبة حوله، إضافة إلى الأودية الكثيرة التي تعترض الطريق مثل وادي الجزل وغيره وهو ما يجعله عرضة للكوارث والأخطار خاصةً في أوقات الأمطار. مدير القطاع الصحي بمحافظة العلا الدكتور حامد شويكان الذي بدا أنه مؤيد لإنشاء المركز وعلى قناعة تامة بأهميته أكد ل "الرياض" تجديد مطالبتهم بإنشاء مركز صحي في عرعر وقال: الطلب رفع إلى المديرية في منطقة المدينة والتي بدورها رفعته للوزارة وحتى الآن لم يصدر شيء، وأشار شويكان إلى أن آخر تلك المتابعات كانت في بداية هذا العام وعاد وتساءل عن أسباب عدم إحداث المركز إلا أنه ختم وقال "هناك معايير معينة تنشأ بموجبها المراكز الصحية وقد يكون للوزارة وجهة نظر حول ذلك". وقرية "عرعر" تحتضن نحو 3 آلاف نسمة حسب التعداد السكاني الأخير وتقع على مسافة 80 كيلو مبراً جنوب محافظة العلا وتخدم أكثر من 30 هجرة وتعتبر على مفترق الطرق للقادم من تبوك والعلا والمدينة. من ناحية أخرى تشير الإحصائيات إلى وقوع عدد من الحوادث الخطيرة بالقرب منها وكان آخر تلك الحوادث وفاة تسعة أفراد من أسرة واحدة قضوا في حادث سير على طريق المدينةالمنورة وما زاد من (مأساوية) الحادث هو أن أهالي قرية عرعر التي وقع بجوارها الاصطدام، وجدوا صعوبة بالغة في الوصول لأي فرع للهلال الأحمر على الطريق مشيرين إلى أن توفر (الإسعاف) في الوقت المناسب سيحد كثيرا من الخسائر البشرية التي تحدث باستمرار على الخطوط السريعة.