تسود حالة من الفرح جنوب السودان بعد أن صوتت الغالبية لصالح الانفصال عن الشمال وإنشاء دولة جديدة. ولكن ما يشوب فرحة الناس هنا بعد أسبوع من الاستفتاء هذا الشهر هو ذلك الارتفاع الجنوني في الأسعار. التجار والزبائن يشكون من ارتفاع الاسعار خلال الاسابيع القليلة الماضية حيث ارتفعت أسعار بعض السلع اليومية مثل الصابون والسكر وزيت الطعام بنسبة أكثر من 50 في المائة. العامل الرئيس في ارتفاع الأسعار هو تناقص حجم الواردات من شمال السودان وعودة مئات الآلاف من الجنوبيين الذين كانوا يعيشون في الشمال مما شكل عبئاً إضافياً على الامدادات. وقالت مارثا انتوني خبير الاحصاء في حكومة جنوب السودان" في جوبا ، نجد أن العديد من المتاجر المملوكة للشماليين اغلقت ابوابها وغادر اصحابها بلا رجعة". وكان عدد من التجار الكينيين والاوغنديين قد غادروا هم الآخرون خلال اسبوع التصويت على الاستفتاء تحسباً للوضع الأمني. احد العوامل الأخرى التي ادت إلى ارتفاع الأسعار في جميع أنحاء البلاد , واطلقت شرارة نيران الأسعار هو قيام الحكومة المركزية في الخرطوم برفع الدعم عن سلعة السكر والوقود في وقت سابق من هذا الشهر. جنوبيون يفرغون شاحنة من حمولتها من الخضروات القادمة من أوغندا في سوق جوبا وقد عاد ما لا يقل عن 180,000 من الجنوبيين الذين يعيشون في الشمال منذ أكتوبر في بداية التسجيل للتصويت في الاستفتاء وفي وقت لاحق خوفا من عمليات انتقامية من جانب حكومة الخرطوم بعد التصويت. وتتوقع الاممالمتحدة 100،000 آخرين من العائدين في مارس. وقال اندرو اوديرو المكلف من قبل برنامج الغذاء العالمي بمتابعة الأمن الغذائي في الجنوب أنه لا تتوفر معلومات عن نتيجة الاستفتاء ومحدودية الامدادات من الحبوب من شمال السودان وإلى حد ما من أوغندا وكينيا. وأضاف اوديرو بان مخزونات الحبوب تنخفض في بعض المناطق الحدودية ، مما أدى إلى زيادة الأسعار تحت ضغط العائدين. وقال ان برنامج الغذاء العالمي يتوقع أن الأسعار سوف تستمر في الزيادة ، ويمكن أن يؤدي إلى زيادة في عدد المحتاجين إلى المعونة الغذائية. وقال أونو فان مانين مدير منظمة العمل ضد الجوع أن محصول هذا العام من القمح والذرة الرفيعة معقول وقلل من خطورة أزمة غذائية محتملة لكنه لاحظ ارتفاعا في الأسعار. وأشار مانين إلى إنه من السابق لاوانه توقع أزمة غذائية ولكن مع تزايد عدد السكان لا بد من التحسب لحجم الطلب على المواد الغذائية. وقال ديفيد باتر من وحدة الاستخبارات الاقتصادية في لندن أنه لا توجد بيانات كافية حتى الآن لإلقاء نظرة نهائية على تضخم الأسعار في جنوب السودان ولكن الطلب تزايد بعد قيام تجار التجزئة وتجار الجملة والأسر بتخزين الضروريات قبل الاستفتاء. وقال " من المرجح أن يقلق الجنوبيون من ارتفاع الأسعار في المستقبل نتيجة لعدم اتضاح الرؤية إزاء استمرار الدعم وسعر العملة، سواء كان ذلك الجنيه السوداني أو عملة جديدة تصدر عن حكومة الجنوب ".