وزارة الداخلية لدينا ومفاهيم الأمن ومسؤولياته لا تتركز على شكل أجهزة قمع وعنف حتى ولو تم التعامل بذلك مع من يستحقه، إلا أن تعبير «عام» في مضامين مسؤوليات الأمن إذا عنت عند غيرنا شمولية العنف وتبادله مع تنوع الخصومات، فإنها لدينا تختلف كثيراً، حيث إن من ضمن ما تعنيه مكافحة التدخل غير المشروع في حياة الناس بكل فرص تجنيد مستويات الوعي أولاً ومستويات التجنيد الطوعي عند كل مواطن أينما كان موقع عمله، وبذلك يتوفر مجتمع هو في الواقع جندية شاملة تعمل على صيانة أمن وحفظ حياة المجتمع.. نحن البلد الذي كان يقال عنا بأننا الأقرب عهداً بالبداوة والأقل في سجل السنين دخولاً إلى معايير التقدم العلمي والحضاري على جميع المستويات، إلا أننا في الواقع الراهن نتصدر أولوية هذا التقدم بمختلف فئاته ومستويات تقبله الاجتماعي.. هذه المقدمة ضرورة عندما أريد الحديث عن حفل العشاء الذي أقمناه تكريماً مساء يوم الثلاثاء الماضي للوفد الدولي المشارك في الملتقى العلمي «دور الإنترنت في مكافحة الإرهاب والتطرف» والذي نظمته جامعة الأمير نايف العربية للعلوم الأمنية برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية بمقر الجامعة بالرياض بالتعاون مع وزارة الداخلية وهيئة الأممالمتحدة والمركز الدولي لمكافحة الإرهاب بالولايات المتحدةالأمريكية ووزارة الخارجية الألمانية وفي العضوية ما يقارب المائة والخمسين من المختصين والمختصات بالدراسات الاجتماعية والأمنية وذوي مراكز مرموقة في التعليم الأكاديمي والصحافة العالمية وقدرات الأمن.. هذا الارتفاع الرائع من نوعية الاستضافة وأهدافها من بلد شهد مجتمعه نجاحاً مذهلاً في توالي الأعوام الأخيرة بقدرة أجهزته الأمنية المذهلة في السيطرة على تواجد تجمعات الإرهاب أو وسائل اتصالاته.. يلفت الانتباه دون شك أن يكون مجتمع شرق أوسط يتطور بعلاقاته الأمنية من مستواها المحلي المنشودة نجاحاته إلى مستويات زمالات دولية هي أكثر تقدماً من أي مساحات جغرافية أخرى.. مشاهدة الحوار ومتابعة الأفكار جسدت وجود هذه الزمالة الدولية التي تؤكد أننا «تميز اجتماعي» يختلف كثيراً عن سلبيات شرق أوسطنا.. «وغداً نتابع»