ينظر النصراويون بشرائحهم كافة بقلق للفترة الاحترافية التي سيخوضها مهاجم المنتخب الكويتي والقادسية بدر المطوع في ناديهم، بعد أن وقع اخيراً عقداً يقضي بموجبه أن يلعب محترفاً في النصر بنظام الإعارة لمدة ستة أشهر. ويأتي القلق جراء التجارب غير المشجعة التي خاضتها بعض الأندية السعودية مع عدد من اللاعبين الكويتيين البارزين، إذ بات النصراويون يتذكرون أكثر من تجربة خاضها غير لاعب كويتي، ويخشون أن تكون تجربة المطوع مماثلة لتجربتهم. وتعود ذاكرة النصراويين لكل التجارب الكويتية في الدوري السعودي بدءاً من تجربة اللاعب علي مروي في منتصف التسعينيات الميلادية، إذ تعتبر تجربة مروي فاشلة بكل المقاييس، فعلى الرغم من عقده الضخم وراتبه الكبير آنذاك إلا أنه لم يقدم العطاء الذي يوازي ذلك، كما ان حضوره لم يكن موازياً لاسمه وشهرته باعتباره كان واحداً من أشهر اللاعبين الكويتيين في تلك المرحلة. وإذا كانت تجربة مروي غير مشجعة للأهلاويين لتكرارها، فإن الهلال لم يتردد في موسم 1998 من أن يدخل في صراع مع غريمه النصر للفوز بصفقة المهاجم الكويتي الأبرز في تلك الفترة بشار عبدالله وكان له ما أراد، وقدم اللاعب مستوى جيداً، وحضور مقبولاً، وإن لم يرتق لمستوى النجاح بامتياز، وإن لم يجدد الهلاليون التجربة مع بشار في العام التالي؛ لكنهم طرقوا باب السالمية مجدداً؛ ولكن للفوز هذه المرمى بزميله المهاجم جاسم الهويدي الذي كان قد تصدر واجهة هدافي المنتخب الكويتي في ذلك العام، وبالسيناريو ذاته تمكن الهلاليون من قطع الطريق على النصراويين الذين شاطروهم الرغبة في التعاقد معه، ولم يكن الهويدي أفضل حظاً من بشار ولا أقل منه أيضاً، إذ ظهر بالصورة ذاتها التي كان عليه زميله في النادي والمنتخب. وتلاحقت بعد ذلك تجارب اللاعبين الكويتيين مع الأندية السعودية، فتعاقد الشباب مع نجم خط الوسط بدر حجي الذي حضر للفريق في وقت كان يعج فيه بأبرز اللاعبين، ورغم ذلك كان حضوره لافتاً؛ إذ اعتبرت تجربته ناجحة بالنسبة للشبابيين، في حين مرت تجارب أخرى مرور الكرام دون أن يكون لها أي بصمة، كتجربة المهاجم مالك القلاف مع الرائد، وفرج لهيب مع الاتفاق رغم أن هذا اللاعب تحديداً كان من أبرز مهاجمي الكويت في العقد الأول من الألفية الثالثة حيث برز بشكل لافت جداً إبان مشاركته مع منتخب بلاده في "أولمبياد سيدني" العام 2000، وكذلك حينما تعاقد النصر مع المدافع مساعد ندا. ومع إقرار الاتحاد الآسيوي نظام 3+1 بالسماح للأندية الآسيوية بالتعاقد مع لاعب آسيوي محترفا رابعا عادت الأندية السعودية لطرق أبواب الأندية الكويتية من جديد، وتعاقدت مع غير لاعب، فوقع الشباب مع المهاجم أحمد عجب، والمدافع مساعد ندا، ولم يقدم اللاعبان المستويات المرجوة منهما، خصوصاً الأول الذي كان قد سرق الأضواء مع المنتخب الكويتي قبل التوقيع معه، كما تعاقد نادي الحزم مع فهد الرشيدي الذي لم يكن أوفر حظاً من زميليه في المنتخب الكويتي. وهاهو الشباب يعيد تكرار تجربته مع مساعد ندا مجدداً؛ إذ تعاقد معه من جديد على سبيل الإعارة، في الوقت الذي تعاقد فيه النصر مع المطوع الذي يعد اليوم أفضل لاعب كويتي. ويكفي المطوع (26 عاماً) دليلاً على بروزه أن يطلبه ملقا الأسباني الشهير لخوض اختبار احترافي، وكان قاب قوسين من التوقيع معه، قبل أن يعود أدراجه لناديه القادسية. وسبق للمطوع أن فاز بجائزة أفضل لاعب كويتي في العام 2009 كما ترشح لجائزة أفضل لاعب آسيوي غير مرة، وكان أفضل إنجاز له على هذا الصعيد حلوله ثانيا في العام 2006 خلف القطري خلفان إبراهيم. وعلى الرغم من العروض الكثيرة التي انهالت على المطوع لاسيما من الأندية الخليجية إلا أن مسؤولي القادسية ظلوا يتمسكون ببقائه، بيد أنه خاض تجربة إعارة قصيرة مع قطر القطري لم تشكل لها مطمحاً، غير أنه اليوم يسعى لإثبات نفسه مع النصر كونه يخوض تجربة قوية، إذ يسعى لتسجيل نفسه أفضل محترف كويتي في الدوري السعودي على الإطلاق، لكنه يدرك جيداً في الوقت ذاته أن البروز في الدوري الكويتي شيء والبروز في الدوري السعودي شيء آخر.