تعمل الهيئة العامة للسياحة والآثار على تنمية السياحة الزراعية باعتبارها محوراً اقتصادياً مهماً وتوفر الكثير من الفرص الاستثمارية للمزارعين لتحسين أوضاعهم الاقتصادية، إضافة إلى مساهمتها في توليد فرص عمل للمواطنين. حول هذا الموضوع اوضح مدير عام البرامج والمنتجات السياحية في الهيئة حمد آل الشيخ في حوار مع " الرياض" أن الهيئة تستهدف مع شركائها في المرحلة الاولى تطوير وتهيئة (100) مزرعة على الأقل بنهاية العام الحالي 1432ه في مختلف مناطق المملكة لتكون مزارع نموذجية ورائدة يستفيد منها المزارعون الآخرون في تطوير مزارعهم وقدراتهم والانضمام للسياحة الزراعية. مضيفاً أن برنامج السياحية الزراعية يستهدف بنهاية السنة الخامسة ضم (5) آلاف، مشيراً إلى أن السياحة الزراعية هي أحد المنتجات السياحية التي توضح إمكانية الاستفادة من السياحة وتوظيفها لخدمة المجتمع وتحقيق فوائد اقتصادية واجتماعية. مذكرة تعاون وعن مدى تحفز المزارعين للدخول ضمن نطاق السياحة الزراعية أوضح آل الشيخ أنه سيتم التعاون مع صندوق التنمية الزراعية لتحفيز المزارعين على الدخول في هذه السياحة، وأن الهيئة ستساعد المزارع على الحصول على قرض من الصندوق لتطوير مزرعته. مشيراً إلى مذكرة التعاون التي تم توقيعها مؤخراً بين الهيئة وصندوق التنمية الزراعية، لدعم السياحة الزراعية، والتي ستفيد أعداداً كبيرة من المزارعين وسكان المناطق الزراعية في المملكة الذين سيتفاعلون مع تجربة السياحة الزراعية بشكل اقتصادي. وقال " إن مذكرة التعاون التي وقعها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة والمهندس عبد الله الربيعان رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الزراعية، تنص على أن تعمل الهيئة والصندوق على وضع المعايير للمزارع المشاركة بالسياحة الزراعية بالاستفادة من قروض الصندوق، وتشجيع المزارعين على الانضمام لبرنامج السياحة الزراعية، من خلال تقديم التمويل المالي الذي يسهم في تطوير عناصر مزارعهم وتهيئتها بشكل مناسب لتقديم خدمات السياحة الزراعية، وذلك بعد حصول المزارعين على التأييد لتقديم السياحة الزراعية من الهيئة" . حمدآل الشيخ وذكر مدير عام البرامج والمنتجات السياحية بهيئة السياحة أن المذكرة تتضمن أيضاً " التعاون على تنظيم وتنفيذ الدورات التدريبية وورش العمل والمعارض ودعم البحوث والدراسات وإنتاج المواد الخاصة بالسياحة الزراعية، وغيرها من أنشطة تهدف إلى تطوير هذا النشاط" . وعن الايجابيات المؤملة من تطوير السياحة الزراعية أكد آل الشيخ "أن هذه السياحة ستساهم في بقاء المزارعين في مزارعهم وتطويرها كمصدر دخل جيد، وستكون من الأنشطة التي توفر فرص عمل جديدة للموطنين سواء للعمل في مزارعهم او تقديم خدمات للسياح، فالهيئة تعمل على تطوير السياحة الزراعية بالتعاون مع شركائها، معرباً عن اعتقاده بأنه سيكون لدى المملكة سياحة زراعية قيمة، خلال سنوات قليلة، يستفيد منها المجتمع وتوفر فرصاً وظيفية لكثير من للموطنين، مما يساهم في الحد من هجرة أهل الريف إلى المدن. وأضاف " أن السياحة الزراعية موجودة في المملكة ولكنها غير منظمة، فالمزارعون يحتاجون إلى دعم وتسويق مزارعهم ومنتجاتهم ". عائدات مرتفعة وعن العائد المتوقع للسياحة الزراعية في المملكة، قال آل الشيخ "إن السياحة الزراعية سيكون لها مردود مالي على المزارع نفسه إضافة إلى العائد الذي يحققه من الزراعة، وقد يكون مردود السياحة أعلى من مردود الزراعة، كما أنه يستطيع أن يبيع منتجات مزرعته للسياح وبأسعار أعلى من السوق، وفي المقابل يحصل السياح على منتجات طازجة بسعر أقل من السوق، مما يعني وجود فائدة متبادلة للطرفين". وحول مقومات السياحة الزراعية في المملكة، قال "إن المملكة تتوفر فيها مقومات إنجاح منتج السياحة الزراعية، فالمزارع موجودة بالفعل في كل مناطق المملكة، وما تبقى هو تهيئتها وتطوير قدرات المزارعين وامكانياتهم وتسويق السياحة الزراعية لاستقبال السياح ، وهو ما تعمل عليه الهيئة. موضحاً أن استثمارات المملكة في قطاع الزراعة خلال العقود الماضية أتاحت الفرصة لوجود بنية تحتية لإنجاح السياحة الزراعية في جميع أبعادها" حيث تتوافر شبكة طرق تشمل كل انحاء المملكة، وتوجد خدمات الانترنت في المزارع، إضافة إلى توافر عناصر الأمن والصحة، ومع تنظيم السياحة الزراعية سنحقق نجاحاً كبيراً في هذا المجال". وذكر آل الشيخ أن الهيئة تدرك أهمية القطاع الزراعي في مجال السياحة وأهميته الاستراتيجية للدولة مثل البترول والتعدين والتصنيع والتعليم " فالزراعة قطاع مهم جداً من الناحية الاستراتيجية، وقد دعمت الدولة القطاع الزراعي بشكل كبير خلال السنوات الماضية، كما وفرت الدعم للمزارعين من خلال صندوق التنمية الزراعية ووزارة الزراعة". معتبراً أن الحفاظ على المزارع مهم جداً، وخاصة بالوقت الحالي بعد أن ترك الكثير من المزارعين مزارعهم مع ارتفاع تكلفة الزراعة، حيث أصبح مردود الزراعة غير كاف، مما اضطر البعض إلى إهمال المزارع أو تسليمها إلى عمالة أجنبية. وحول التعاون مع الشركاء بالسياحة الزراعية، قال آل الشيخ، "إن الهيئة تعمل على تنظيم وتطوير السياحة الزراعية بالتعاون مع شركائها الرئيسيين، وهم وزارة الزراعة التي تشرف على قطاع الزراعة، صندوق التنمية الزراعية باعتباره جهة تمويلية للقطاع الزراعي، ووزارة الداخلية (الأمن العام والدفاع المدني) كجهات مشرفة على نواحي السلامة والأمان والدفاع المدني، إضافة الى وزارة الشؤون البلدية والقروية كجهة تشرف على المباني وتهتم بصحة الانسان والحفاظ على البيئة". وعن برنامج السياحة الزراعية أوضح " أن هناك عمل على تحسين الخدمة التي يقدمها المزارع للسياح ، وتقديم خدمة بجودة مناسبة، بما يحقق المردود الذي تسعى الهيئة وشركاؤها إلى تحقيقه من السياحة الزراعية، مشيراً إلى أن الهيئة تستهدف من خلال السياحة الزراعية جذب المواطنين والمقيمين إلى المزراع لقضاء يوم أو يومين فيها خلال الإجازات القصيرة في نهاية الأسبوع أو في الأعياد أو إجازات منتصف العام. ومؤكداً على أن الهيئة ستساعد المزارعين على تطوير المباني الموجودة داخل مزارعهم وتأثيثها، بهدف نقل الخبرة للمزارعين، والهيئة وشركاؤها يعملون على توفير مزارع نموذجية للسياحة الزراعية، تقدم فيها خدمات سياحية زراعية بشكل مناسب وبجودة عالية. مناطق السياحة وحول المناطق التي سيتم البدء في تطبيق السياحة الزراعية فيها، قال مدير إدارة تطوير المنتجات " إننا نهدف لنشر السياحة الزراعية في كل مناطق المملكة، وسنبدأ بمزارع الاحساءوالقصيم حيث توجد بهما نماذج جاهزة تقريباً، وسنعمل على مساعدة ملاكها على تطويرها وتجهيزها لاستقبال السياح، وبعد الانتهاء من تأهيل وتطوير المزارع في القصيموالاحساء سنبدأ العمل في مناطق أخرى " . مضيفاً أن الهيئة تسعى إلى الاستفادة من توجه المواطنين والمقيمين للبحث عن مجالات جديدة لقضاء اجازة نهاية الاسبوع والاجازات القصيرة، وبحثهم عن الهدوء وتعلم أمور جديدة، وهو ما يتوفر في المزرعة وبتكلفة قليلة، وأن الهيئة تستهدف المزارع التي يستطيع الشخص الوصول اليها بسيارته من المدن التي هي السوق المصدرة للسياحة المحلية. وعن كيفية اختيار المزارع التي تشملها السياحة الزراعية، قال " سيتم اختيار المزارع المشاركة بناء على عدد من المعايير، مثل المزارع الذي لديه الاستعداد لتطوير مزرعته، ولديه تقبل للسياحة الزراعية واستقبال السياح سواء كانوا مواطنين أو مقيمين، لأن السياحة الزراعية لا تصلح لكل المزارعين. ولخص الخطوات التي قامت بها الهيئة في مجال السياحة الزارعية حتى الآن بقوله "انتهينا تقريباً من إعداد مسودة الدليل الارشادي حول أهمية السياحة الزراعية لاقناع المزارع بها، ثم نأتي للمرحلة الثانية وهي تطوير السياحة الزراعية وكيف نختار المزارعين الذين يشاركون في السياحة الزراعية، وسنبدأ في عقد ورش عمل مع المزارعين، وسنختار المزارع المثالية ونعمل مع المزارعين على تطويرها لتصبح مزارع نموذجية". ولفت آل الشيخ النظر إلى أن الهيئة ستقوم بتطوير برامج لاستفادة بقية المزارعين الذين سيتم اختيارهم للتدريب على السياحة الزراعية، كما ستتولى تسويق السياحة الزراعية وجذب السياح إلى المزارع، وقد صممت الهيئة شعاراً للسياحة الزراعية سيتم استخدامه في تصميم لوحات الطريق التي ترشد إلى أماكن المزارع المهيأة لهذا النوع من السياحة. مضيفاً أن الهيئة ستعمل على أن يتوفر في المزرعة السكن المريح والمناسب للسائح، إضافة إلى الخدمات التي تقدمها المزارع مثل الجانب الترفيهي للأطفال، وتوفير موقع لممارسة رياضة المشي، مشيراً إلى أن الهيئة استفادت من تجارب الدول الاخرى بالسياحة الزراعية. النخيل ستوظف لخدمة القطاع السياحي بالمملكة رحلات ريفية لمزارع بالقصيم