هذه الايام ودرجات الحرارة تواصل انخفاضها ,في كل المناطق تقريبا , يصبح الحديث عن البرد والإصابة بالرشح والانفلونزا بأنواعها موضوعا تتطلبه الظروف والحرص دون تحفظ. ولأن الأطفال معرضون أكثر من غيرهم للعدوى، فإن التوجه إليهم برسائل الوعي الصحي تبدو مناسبة وطريفة أيضا. ففي إعلان تلفزيوني عن صابون معقم تم إنتاجه بذكاء لانه يخاطب ذهنية ومنطق الصغار حيث يصر أحد التلاميذ اثناء الفسحة وهم يأكلون بأن أقرانه كلهم سيمرضون لأنهم لا يغسلون ايديهم لمدة دقيقتين على الأقل قبل الأكل كما توصيه أمه. يضحك رفيقه ويعلق " ليش هو الصابون بطيء ؟" طبعا الفكرة تشير إلى أن استخدام الصابون المعقم هو الحل. ولو نظرنا حولنا في البيوت والاسواق سنجد بالفعل تصدر ذلك الصابون المعروف باختيارات المتسوقين . فالجميع اصبح يعتمد على توجه العصر وزن الإعلانات في خياراته الحياتية. المهم الخبر الاكثر طرافة هو فشل ذلك الصابون السائل والمعقم في فحوص مخبرية دقيقة في ألمانيا كما جاء في جريدة الشرق الاوسط. ويضيف الخبر بأن نتائج الفحوص التي أجراها المعهد الالماني للرقابة على البضائع أخضع 16 نوعا من أشهر أنواع الصابون السائدة في السوق إلى فحوص مخبرية، وتوصلوا إلى أنها أقل كفاءة من الدعايات التلفزيونية التي تروج لها. والطريف أن الصابون الذي رسب في امتحان محاربة البيكتيريا يعلن عنه على انه مخصص للتعقيم ضد الجراثيم. ويعلق البروفيسور مارتن إكسر من جامعة بون على نتائج تلك الابحاث " بأن غسل اليدين بالصابون العادي يكفي لغسل الجراثيم من على اليد في البيت , لكنه لا يكفي بالطبع لتزويد الانسان بالمناعة الكافية ضد إنفلونزا الخنازير مثلا ولكن هذا المرض وقبله إنفلونزا الدجاج , ضاعف مبيعات صابون اليد السائل المتخصص بالتعقيم رغم أنه ليس في مستوى المهمة" ومع ذلك فإن غسل اليدين باستمرار خاصة في مواسم البرد هو ما يتم التركيز في نشره في كل مناطق العالم, ففي دراسة اعدتها د.فال كيرتيس مديرة المركز الصحي والطب الاستوائي بلندن تم اكتشاف 27% من المشمولين بالدراسة وأيديهم تحمل نوعاً معيناً من البكتيريا – إشارة إلى أنهم لم يغسلوا أيديهم بعد استخدام دورة المياه . غير أن دراسة أخرى تمت في جامعة اريزونا في الولاياتالمتحدة كشفت بأن العاملين في المكاتب هم أكثر عرضة لإصابة جراثيم هواتفهم ولوحة مفاتيح الكمبيوتر من مقاعد الحمامات! وتوضيحاً للخبر ووفقا للدراسة, فإن محطات العمل تحتوي على نسبة 400% أكثر مرة من الميكروبات مقارنة بدورات المياه, ولهذا يجب تعقيم معدات المكاتب بصورة دورية لمنع انتشار الفيروسات والبكتيريا المسؤولة عن الامراض. ويقول عالم الاحياء المجهري د. شارلز جربا من جامعة اريزونا والذي أجرى الدراسة " بأن عندما يصاب أحد بجرثومة برد أو إنفلونزا فإن كل المساحات التي تتعرض للمسه تتحول إلى نقاط تحويل للجراثيم , لان بإمكان بعض فيروسات البرد البقاء نشطة على الأسطح لمدة 72 ساعة . هنا يصبح المكان حاضناً لتلك الفيروسات . على الجانب الآخر ثبت تقلص البكتيريا في المكاتب 99% عندما طلب من الموظفين تنظيف مكاتبهم بمناديل معقمة. وتوضح العالمة البريطانية د. سالي بلومفيلد , أن أكثر الوسائل لنقل البكتيريا هما الأيادي والاسطح التي تلامسها . فنشر فيروسات البرد تتم بواسطة الايادي، لهذا يجب غسلها باستمرار وتعقيم اسطح الاثاث والهواتف بمناديل معقمة . وهناك دراسة طبية أثبتت أن الجراثيم على أكر أبواب المستشفيات أكثر منها على حافات التواليتات . وكي لا نختلف في تحديد أماكن العدوى فقط، اطلبوا من أبنائكم غسل أيديهم باستمرار كوقاية بعون الله من عدوى أمراض البرد .